المهارات التفاوضيه للوالدين تحمى المراهقين من الانحراف
تنمية المهارات التفاوضية للوالدين لمواجهة سلوكيات العنف لدي المراهقين.
فأسلوب التفاوض الودود يساعد المراهق علي التدرج السليم في مرحلة المراهقة, بحيث لاتحدث في عقله تشوهات في المعلومات الخاصة بالجنس, أو يمارس أي انحرافات جنسية, واستخدام الوالدين لأسلوب التفاوض والحوار يمكن الأسرة من حماية أولادها من الوقوع في براثن الانحراف.
والأسرة المساندة التي تتسم بالمشاعر الدافئة تستطيع خوض العمليات التفاوضية مع أبنائها بشكل فعال يضمن الوصول إلي تلبية احتياجاتهم, بينما تنشأ الخلافات في البيئة الأسرية التي تتسم بعدم القدرة علي التفاوض, نظرا لافتقاد التوافق بين الوالدين والأبناء.. فأسلوب التفاوض يسهم في تشكيل إدراكات المراهق الاجتماعية, مما يؤثر علي الطريقة التي يستجيب بها للمواقف الاجتماعية مع الأقران والكبار.
والثقافة التفاوضية هي أحد الأوجه الحضارية في تنمية المواطنين, لاسيما إذا بدأتها الأسرة مع أبنائها منذ مرحلة الطفولة, حيث يتم تدريب الصغار علي مهارات وفنون التفاوض والتمهيد للتنشئة الاجتماعية والسياسية السليمة.
وضرورة أن يستخدم الوالدان أسلوب التفاوض المبني علي الثقة والاحترام لكي يكون بمقدورهما التعامل مع المشكلات والمنازعات الأكثر انتشارا في هذه المرحلة السنية.وضرورة الصدق والإقناع في أثناء المفاوضات, وعدم المبالغة أو الادعاء, وضرورة استخدام البراهين والأدلة.
فقد لوحظ أن سلوك المراهقين الذي يتسم بالعنف يرجع إلي عدم الاستقرار الأسري مما يؤثر علي قدرة الوالدين علي رعاية أطفالهما بصورة سليمة, كما يحد العنف من قدرة المراهقين علي التوافق النفسي, إذ غالبا ما يسلك هؤلاء المراهقون سلوكا غير عقلاني بسبب ما يعانونه من مشكلات نفسية واجتماعية ودراسية, مما يؤثر بالسلب علي مستقبل حياتهم, ولهذا يعتبر الحوار والتفاوض من الأمور الضرورية في حياة الأسرة لمواجهة متطلبات الأبناء والتعايش معهم بسهولة وسلام, فمن أفضل الأشياء التي يقدمها الإنسان للآخر هو أن ينصت إليه ويتعاطف معه حينما يتكلم, لأن هذا يعني أنه جدير بالإنصات ويستحق ذلك مما يزيد من اعتزازه بنفسه, وهذا ما يريده الابن المراهق من والديه.
ويجب معاملة المراهق بحساسية شديدة لأنه في هذه المرحلة يمر بمواقف وخبرات جديدة, قد يفتقد فيها القدرة علي التصرف السليم, وإذا لم يعالج الأمر في حينه تتأثر شخصيته ويصبح أسيرا للاضطرابات النفسية, أما أسلوب الحوار والتفاوض فيساعد علي اكتشاف اهتمامات الأبناء ويحقق المصالح المتبادلة ويزودهم بالثقة بالنفس, فالمتفاوض الناجح يتعلم مبكرا أن يصل إلي حل وسط مع التحلي بالصبر وضبط الانفعالات.