إن حب الله للعبد من عبيده ؛ أمر هائل عظيم ؛وفضل غامر جزيل ؛ لايقدر على
إدراك قيمته إلا من يعرف الله سبحانه بصفاته كما وصف نفسه جل جلاله ..
ومن علامات محبة الله تعالى للعبد :-
{ أولا } الحمية عن الدنيا قال صلى الله عليه وسلم :-
( إن الله تعالى ليحمي عبده المؤمن من الدنيا وهو يحبه كما تحمون مريضكم
الطعام والشراب تخافون عليه } رواه الحاكم ..
فيحفظ الله عبده الذي يحبه من متاع الدنيا ويحول بينه وبين نعيمها وشهواتها
ويقية أن يتلوث بزهرتها لئلا يمرض قلبه بها وبحبها وممارستها ؛
وقلّ أن يقع إعطاء الدنيا وتوسعتها إلا إستدراجاً من الله ؛ لاإكراماً ومحبة لمن أعطاه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :-
( إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه مايحب فإنما هو استدراج } ثم تلا
{ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا
اخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ الأنعام ..
رواه أحمد
إذا أيها المؤمن إذا حرمت من شيئ من متاع الدنيا الحلال وسعيت وراءة ولكن
لم تحصل عليه إذا فعلم وتيقن أنه لصالحك .مثل طالب الذرية ؛ضيق العيش ...وغير
ذلك سعيت وسعيت ولكن لم يحصل فتيقن أنه لصالحك فالله أحكم الحاكمين بعباده
المؤمنين ...
[
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]{ ثانياً } حسن التدبير للعبد ..فيربيه من الطفولة على أحسن نظام ؛ ويكتب الإيمان في قلبه ؛ وينور له عقله فيجتبيه
لمحبته ويستخلصه لعبادته ؛ ويشغل لسانه بذكره وجوراحه بخدمته ؛
فيتبع كل مايقر به ؛ وينفر عن كل مايبعد عنه ؛ ثم تولاه بتيسير أموره ؛ ويجعل همه
هماً واحداً ؛ فإن زادت المحبة شغله به عن كل شيئ ؛
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]{ ثالثاً } الرفق ...والمراد به لين الجانب واللطف والأخذ بالأسهل وحسن الصنيع .
قال صلى الله عليه وسلم :-
( إن الله إذا أحب أهل بيت أدخل عليهم الرفق } صحيح الجامع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]{ رابعاً } القبول في الأرض ..والمراد به قبول القلوب له بالمحبة والميل إليه والرضا عنه والثناء عليه .
قال صلى الله عليه وسلم :-
إن الله إذا أحب عبداً دعا جبريل ؛ فقال : إني أحب فلان فأحبه ؛ قال : فيحبه جبريل ؛
فقال : ثم ينادي في السماء فيقول : إن الله يحب فلاناً فأحبوه ؛ فيحبه أهل السماء
ثم يوضع له القبول في الأرض ؛}
رواه مسلم والبخاري
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] { خامساً } الإبتلاء في الدنيا ..قال صلى الله عليه وسلم :-
{ إن عظم الجزاء مع عظم البلاء ؛ وإن الله إذا أحب قوم إبتلاهم ؛ فمن رضي فله الرضا
ومن سخط فله السخط } رواه الترمذي { 2396} وابن ماجه {4031} ...
فيبتلي الله أحبابه من عباده بأنواع البلاء حتى يمحصهم من الذنوب ويفرغ قلوبهم
من الشغل بالدنيا غيرة منه جل جلاله عليهم أن يقعوا فيما يضرهم في الآخرة
وجميع مايبتلهم من ضنك في العيش وكدر في الدنيا وتسليط أهلها ليشهد صدقهم
معه في المجاهدة ..
كما قال الله تعالى :-
{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ (31) محمد ..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]{ سادساً } الموت على عمل صالح ..قال صلى الله عليه وسلم :-
{ إذا أحب الله عبداً عسله ؛ فقيل : وماعسله ؟ قال : يوفق له عملاً صالحاً
بين يدي أجله ؛ حتى يرضى عنه جيرانه - أو قال من حوله }
رواه أحمد { 5\224 } وابن حبان {1822 }والحاكم { 1\ 340 } ..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]هذا ونفع الله به ..
اللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربنا إلى حبك ؛ اللهم أجعلنا
من المعسولين ؛اللهم توفنا وأنت راضي عنا غير غضبان ....
اللهم صلى على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ....