ما الصراط؟
الصراط جسر ممدود على متن جهنم، أحدُّ من السيف، وأدقّ من الشعرة، مدحضة مزلة، وطريق مظلم محرق، على حافتيه خطاطيف وكلاليب من نار معلقة وحسكة مفلطحة، يجتازه المسلمون وأتباع الرسل، وقيل إن طوله مسيرة خمسة عشر ألف سنة ( )، فإما أن يعبروه بسلام، أو آلام، أو يقعوا منه إلى النار.
فعن سلمان الفارسي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (.... ويوضع الصراط مثل حد الموسى، فتقول الملائكة من يجوز على هذا؟ فيقول: من شئت من خلقي، فيقولون: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك) ( ).
وتكمن خطورة المرور على الصراط؛ أنه على قدر عملك سيكون قدر مرورك عليه، فأعمالك الصالحة هي التي ستحدد مقدار سرعتك عليه، فهي وقودك ومطيتك عليه؛ لأنها هي التي تجري بك في طريق شاق ومرعب طوله كما رُوي عن الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى أنه مسيرة خمسة عشر ألف سنة ( ).
فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يَرِدُ النَّاسُ النَّارَ ثُمَّ يَصْدُرُونَ منها بأعمالهم، فأولهم كلمح البرق ثم كالريح ثم كَحُضْرِ الْفَرَسِ –أي كجري الفرس - ثم كالراكب في رحله ثم كَشَدِّ الرَّجُلِ ثم كمشيه) ( ).
لذا فإن كثرة الأعمال الصالحة تزيد من سرعتك واجتيازك للصراط بسلام، وأن الناس ستتفاوت سرعاتهم على الصراط تبعا لمراتبهم وتفاوت أعمالهم الصالحة،
ومن الأعمال المنجية من لفح النار أو السقوط فيها:
1-الإيمان بالله والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإعانة الأخرق والمظلوم وكف الأذى
2-قضاء حوائج الناس وتفريج كربهم
3- القيام بالأعمال المؤدية لشفاعة النبي ص:
فمن أراد أن يشفع له رسول الله(صلى الله عليه وسلم)بالنجاة من كُرب يوم القيامة عموما ومن كَرب الصراط خصوصا؛ الذي يعد أعظم المشاهد؛ فعليه الاعتناء بالأعمال الصالحة خصوصا المؤدية لشفاعته(صلى الله عليه وسلم)يوم القيامة والتي من أهمها ما يلي:
[أولا] سؤال الوسيلة لرسول الله ص
[ثانيا] الإكثار من الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم
[ثالثا] الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعدد معين وبصيغة معينة
[رابعا] الإكثار من النوافل
[خامسا] الصبر على ضيق العيش في المدينة المنورة
[سادسا]: الموت بالمدينة المنورة
4-الصبر على موت الولد
5-المحافظة على صلاتي الفجر والعصر
عن عمارة بن رويبة أن رسول الله(صلى الله عليه وسلم)قال: (لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها) ( ).
6-المحافظة على ركعتي الضحى
يطلب من المسلم كل يوم أداء ثلاث مائة وستين صدقة، ومن فعل ذلك فمات في يومه؛ يكون قد أمَّن لنفسه البعد والوقاية من نار جهنم أثناء مروره عليها بإذن الله تعالى، حيث روت عائشة رضي الله عنها أن رسول الله(صلى الله عليه وسلم)قال: (إنه خلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاث مائة مفصل، فمن كبر الله، وحمد الله، وهلل الله، وسبح الله، واستغفر الله، وعزل حجرا عن طريق الناس، أو شوكة أو عظما عن طريق الناس، وأمر بمعروف، أو نهى عن منكر، عدد تلك الستين والثلاث مائة السلامى، فإنه يمشي – وفي رواية يمسي- يومئذ وقد زحزح نفسه عن النار) ( ).
ويجزئ عن ذلك العدد من الصدقات أداء ركعتين من الضحى، حيث روى أبو ذر أن النبي(صلى الله عليه وسلم) قال: (يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى
7-المحافظة على أربع ركعات قبل الظهر وبعدها
أن النبي(صلى الله عليه وسلم)قال: (ما من عبد مؤمن يصلي أربع ركعات بعد الظهر فتمس وجهه النار أبدا إن شاء الله عز وجل)(
8- تغبيرُ القدمين في كل أمر يرضي الله عز وجل
عن يزيد بن أبي مريم(رضي الله عنه)قال: لحقني عباية بن رفاعة بن رافع(رضي الله عنه)وأنا أمشي إلى الجمعة، فقال: أبشر فإن خطاك هذه في سبيل الله، سمعت أبا عبس يقول: قال رسول الله ص: (من اغبرت قدماه في سبيل الله فهما حرام على النار) ( ).
9- رد الغيبة عن المسلم والدفاع عنه وعدم رميه بشيء في عرضه أو نحوه
عن أبي الدرداء أن رسول الله(صلى الله عليه وسلم)قال: (من رد عن عرض أخيه كان له حجابا من النار)، وفي رواية أنه(صلى الله عليه وسلم)قال: (من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة) ( ).
10-الصدقة والكلمة الطيبة
عن عدي بن حاتم(رضي الله عنه)أن النبي(صلى الله عليه وسلم)قال: (اجعلوا بينكم و بين النار حجابا ولو بشق تمرة)
وفي رواية(اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم تجد فبكلمة طيبة)
11- الصيام
فعن أبي هريرة أن النبي(صلى الله عليه وسلم)قال: (الصيام جنة وحصن حصين من النار)
12- البكاء من خشية الله عز وجل والحراسة في سبيل الله وغض البصر
عن أبي هريرة(رضي الله عنه)أن النبي(صلى الله عليه وسلم)قال: (لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في منخري مسلم أبدا) ( ).
13- حسن الخلق مع الناس
عن عبد الله بن مسعود(رضي الله عنه)قال: قال رسول الله ص: (ألا أخبركم بمن يُحَرَّمُ على النار أو بمن تحرم عليه النار؟ على كل قريب هين سهل)، وفي رواية للإمام أحمد أنه(صلى الله عليه وسلم)قال: (حُرِّمَ على النَّارِ كُلُّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ سَهْلٍ قَرِيبٍ من الناس) ( ).
14- الصبر على البنات وإعالتهن ورعايتهن
عن عائشة رضي الله عنها أن النبي(صلى الله عليه وسلم)قال: (من ابتلي بشيء من البنات فصبر عليهن كن له حجابا من النار) (
15- الصبر عند الإصابة بالحمى
عن أبي هريرة(رضي الله عنه)أن النبي(صلى الله عليه وسلم)عاد رجلا من وعك كان به فقال: (أبشر فإن الله يقول: هي ناري أسلطها على عبدي المذنب لتكون حظه من النار) ( ).
16- الصلاة على النبي(صلى الله عليه وسلم)عند ذكره
عن جعفر بن محمد عن أبيه(رضي الله عنه)أن النبي(صلى الله عليه وسلم)قال: (من ذكرت عنده فلم يصل علي فقد خطئ طريق الجنة)
17- إدراك تكبيرة الإحرام مع الإمام
إن إدراك تكبيرة الإحرام مع الإمام أربعين يوما متواصلة يقي المؤمن من النار، فعن أنس بن مالك(رضي الله عنه)قال: قال رسول الله ص: (من صلى لله أربعين يوما في جماعة، يدرك التكبيرة الأولى، كتبت له براءتان؛ براءة من النار، وبراءة من النفاق) ( ).
18-إسباغ الوضوء
19- قول دعاء الإقرار بالوحدانية في الصباح والمساء أربع مرات
روا أنس بن مالك أن رسول الله(صلى الله عليه وسلم)قال: (من قال حين يصبح أو حين يمسي: اللهم إني أصبحت أشهدك، وأشهد حملة عرشك، وملائكتك وجميع خلقك، أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت، وأن محمدا عبدك ورسولك، أعتق الله ربعه من النار، فمن قالها مرتين، أعتق الله نصفه، فمن قالها ثلاثا، أعتق الله ثلاثة أرباعه، فإن قالها أربعا أعتقه الله من النار )
20- إفشاء السلام وإطعام الطعام وقيام الليل
21- من كان آخر كلامه: لا إله إلا الله
22- الاستجارة من النار
23- عتق الرقاب.
أنجاني الله وإياكم من كرب الصراط وجعلنا ممن يعبره كسرعة البرق وممن تلحقهم شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم.