[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
قيمة العمر ليست أعواماً [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]لو سألتكم ما هو أغلى ما تملك فماذا سيكون رَدُّك ؟ المال ؟ الأولاد ؟ الجمال ؟ العلم ؟ الصحة ؟ كل هذه أشياء غالية ولكنَّها ليست الأغلى .. أغلى ما نملك بعد إسلامنا .... الوقت !!!
طبعاً الكلمة لا تترك أي أثر في نفوسنا ... لأنَّنا لم نعتد أن نهتم بالوقت .... مع أنَّ الله سبحانه وتعالى يُقْسِم بالوقت والزمن ... والله لا يقسم إلا بما هو غالى وله قيمة : والعصر .... والضحى والليل إذا سجى ,,,, والفجر وليال عشر ..... والليل إذا يغشى .
إن الأمة التي لا تَشْعُر بأهمية الوقت أمة لا تستطيع أن تنهض على قدميها ... انظروا إلى شعائر الإسلام ..كلها مرتبطة بوقت ... الصلوات الخمس تتحدد مواقيتها بالوقت ... رمضان فترة من الزمن يحددها وقت ميلاد الهلال في أوله وآخره .... الحج عرفة والوقوف بعرفات له وقت معلوم ..... وكل الشعائر الأخرى حتى زكاة المال يجب أن يحول عليها الحول ..أي العام
كان بيني وبين أجنبية موعد فتأخرت عليه قليلاً في الوصول فحين لقاني ابتدرتني سائلة : هل أنت مسلمة ؟ قلت نعم قالت هل تصلى ؟ قلت نعم .. هل حججت .؟ فأدركت ما تعنى وشعرت بحرج شديد ... وكأنَّها تتهمني في ديني لأني لم أقدر قيمة الوقت وألتزم بموعدي . إنَّ إقامة الحُجَّة على ابن آدم يوم القيامة مرتبطة بالوقت
بسم الله الرحمن الرحيم :{أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير}...سورة فاطر...آية 37 وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لاتزولا قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع . عن عمره فيما أفناه ... عن شبابه فيما أبلاه –
نعم الشباب جزء من العمر لكن وقت الشباب بالذات له حساب آخر – في اليوم الفلاني فيما أضعت وقتك ؟ في مجلة خارجة أو تافهة تقلب صفحاتها ... في اللف والدوران تقود سيارتك في الطرقات بغير هدى لقرب آذان الفجر .. هل هذه هي أمة محمد خير أمة أخرجت للنَّاس ... سنحاسب على كل دقيقة ... بل على كل نفس .. كل شهيق يتبعه زفير وكأنَّه يوضع في صندوق أو خزنة صغيرة ثم تأتى يوم القيامة بكل خزائنك ... تفتح أمام عينيك واحدة تلو الأخرى .... وتعالوا نتخيل : الأولى فارغة ... الثانية أيضا والثالثة والرابعة وما تلاها حتى المائة هذه فيها حضور لدرس ثم صلاة جماعة .. ثم فراغ وتوافه ... ثم ... إنَّ هذا ما سيحدث يا شباب .
إنّّني أحاول أن أبذل مجهود لأجعلكم تؤمنوا وتصدقوا أنَّ للوقت قيمة عظيمة مع أن هذا المعنى مستقر تماما في عقول أهل الغرب ولذلك يسبقوننا .... ونقول في المثل الوقت من ذهب ...لا والله الوقت أغلى من الذهب ... فالذهب يُبَاع ويُشْترى أما الوقت فإذا ذهب لا يعود .....إذا ضاع وقتك ضاع عمرك ..
حذار أن تنزل إلى قبرك فلا تجد معك رصيداً من عمل ... يقول ابن القيم إنَّ كُلَّ نَفَس تَنَفَّسْته وكُلَّ عرق أخرجته في غير طاعة الله سيخرج يوم القيامة في حسرة وندامة .... هذه قضية إيمانية
من علامات غضب الله ومقته للعبد تَضْيِع الوقت ومِنْ علامات مَحَبّة الله للعبد أن يجعل شواغله أكثر من وقته ..وطبعا نتحدث عن الشواغل المفيدة فيها نية خدمة دين الله والأمة . كلمة : أصلى لا أجد ما أفعل ... كلمة قاتلة .. فبداية المعصية فراغ ... امرأة العزيز راودت يوسف لإحساسها الشديد بالفراغ ... والنسوة في المدينة .. أكثر ما نخافه على البنات الفراغ ...
شباب ينام فترات طويلة ..ولا يجرؤ على إيقاظه أحد ... بنات تظل بالساعات تضبط ماكياج ... نساء كل يوم لها 3 أو 4 ساعات تسوق ولف في المحلات .... أو جلسات نميمة في الأندية .. أو مكالمات بعد منتصف الليل ..ونتصور أنَّنا سننتصر .... هيهات
إنّّك لا تضيع نفسك فقط إنك تضيع أمة .....
تُسِئ إلى والديك حتى إذا أفقت كانا قد فارقا الدنيا فتندم أنَّك لم تَبِرَّهُما أحياء .... رأيت عجوزاً يدخل المسجد ويدخل حوله مجموعة من الشباب فإذا به يبكى .... فسألته ما الذي يبكيك يا سيدي ؟ قال إنَّني لم أعرف طريق المسجد والصلاة إلا منذ فترة قليلة وأرى الشباب حولي فأبكي أن أضعت عمري ولم أتعرَّف إلى الصلاة من قبل ... إنَّ ما يحدث لنا نتيجة طبيعية لأمة ضاعت وأضاعت وقتها .. نريد أن نوقظ أكبر عدد ممكن من الغافلين لأنَّ الوقت لم يعد ملكنا ... لو ظللنا على هذه الغفلة ستزداد المصائب ...وسَنُسْأَلُ عن كل شخص كان من الممكن إيقاظه لو لم نتكاسل .....إنَّ إضاعة الوقت جريمة واسمع معي كيف يصفونها .... بقتل الوقت !!! نعم هي جريمة وكأنَّنا أمة تتنفس بربع رئة ... ولذلك جاءنا الأجنبي النشيط واستفاد من خَيْراتنا وأحسن استغلالها .
اسمعوا معي كيف بلغت هذه الأمة في يوم من الأيام قمة العالم ..: يقول احد الافاضل : والله لو الوقت يُشْتَرى بالمال لأنفقت كل أموالى أشتري بها أوقات غير خاسر لخدمة المسلمين .قالوا فَمِمَّن تشتريها ؟ قال من الفارغين .......
إن الجادين المجدين توقفوا لأنَّه لم يعد أحد يفهم .... الكُتَّاب توقفوا عن الكتابة لأنَّه لم يعد هناك مَنْ يقرأ ... جاء رجل لابن الجوزي يقول له : قف أدردش معك قليلا فقال: أوقف الشمس إذن !!!!!!
هناك شباب يجلس ليأكل 3 و4 ساعات ... سامحوا انفعالي ولكن الوقت فعلا بيننا قيمة مهدرة ...
أسامة بن زيد قاد جيشاً وعمره 16 سنة ... محمد الفاتح دخل أعصى المدن , القسطنطينية , وله من العمر 23 سنة .... سيدنا سعد ين معاذ أسلم وعنده 30 سنة واستشهد وعمره 37 سنة و قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم مات سعد فاهتز لموته عرش الرحمن ونزل 70الف ملك لتشيعه .. سبع سنوات فقط من الإسلام جعلت لسعد كل هذه المكانة بالتأكيد استغلها كلها ولم يضيع منها لحظة في غير خدمة دين الله
إنَّ قيمة العمر ليست أعواماً ... هناك أشخاص تُعمَّر طويلا فإذا ماتت مُسِحَت مِنْ سجلات الحياة كأن لم تكن ...وهناك أناس أعمارهم قصيرة ولكن أعمالهم كبيرة ويذكرهم التاريخ مئات ومئات السنين .....
يقول عمر بن الخطاب : متى أنام ..إذا نمت بالليل أضعت حق ربي وإذا نمت بالنهار أضعت حق الرعية ..
أخيرا (رَوّحوا القلوب ساعة وساعة؛ فإن القلب إذا أُكرِه عمي).إلا أن هذا الترويح لا يخرج عن دائرة المباح، وقد ثبت أن النبي كان يُمازِحُ ويُداعِبُ ولا يقول إلا حقًّا، وقد سابق عائشة رضي الله عنها، وداعَبَ الصبيان، وحثّ على مُلاعَبة الزوجة، وأقَرَّ الحَبَشَةَ في لعبهم بالحِرَاب، وقال: ((ارموا بني إسماعيل؛ فإن أباكم كان راميًا)). وهذه بعض الجوانب المباحة من اللهو المباح والترفيه الذي لا يستهلك كلَّ الوقت، ولا يكون دَيْدَنَ الإنسان، ولا يخرج عن طَوْقِ المباح. إنّ إدخال السرور على النفس والتنفيس عنها وتجديد نشاطها من الأمور المعتبرة في الشرع. واللهو المباح في الإسلام هو ما لا يخالف قواعده ولا شريعته، فلا يكون محرّمًا أو ذريعة لمحرّم، ولا يصدّ عن واجب.
وفقنا الله وأياكم