العفة بـ 83 جنيهًا .. يا بلاش !!
"الحياة ممتعة لأن كل لحظة فى الحياة هى بداية لشيء"، هكذا يقول الفلاسفة، أما ما يقوله الإعلان الشائع فى شوارع المدن الصينية: "استعيدى عذريتك فى خمس دقائق، المنتج التكنولوجى الراقي.. سرك المفزع يختفى للأبد، استعيدى عذريتك بخمسة عشر دولارًا، بلا جراحة، ولا حقن، ولا أدوية ولا آثار جانبية بخمسة عشر دولارًا فقط.. وللمستثمرين المصريين قول يرددونه طوال شهر رمضان وهو: "سنقوم باستيراد أغشية بكارة صناعية من الصين، وسيتم بيعها بـ83 جنيهًا تقريبًا، فقد دخلت إلى السوق السورية ولاقت رواجًا كبيرًا حيث تُباع بخمسة عشر دولارًا فقط".
لكن الصين -كتَّر خيرها- أجّلت طرح هذا المنتج الجديد فى الأسواق المصرية بعد انتهاء إجازة عيد الفطر المبارك حتى لا تؤذى مشاعر المسلمين.
ولا قول يعلو على قول الله سبحانه وتعالى.. يقول فى كتابه العزيز: " إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِى الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ "
وأنت عزيزى القارئ، ماذا يمكن أن تقول أمام كارثة أخلاقية كهذه؟ هل سيدثرنا الصمت أمام انتزاع التاج الربانى للعفة والطهارة؟ إنها القضية التى تستلزم بالفعل الاعتصام والإضراب والمظاهرات فى وجوه هؤلاء الذين يريدون تلويث مصر بدماء الفجور.
إن شيوع منتج كهذا لن يُشجع فقط على اقتراف الزنى، بل سيتسبب فى مهزلة أكبر، وهى عدم الوثوق فى أى فتاة مهما كانت شريفة.. تقية.. قريبة إلى الله عز وجل، بل سيدفع بالجميع (رجالاً وإناثًا) بالعزوف عن الزواج خاصة فى ظل الظروف الاقتصادية التى نالت منه إلى درجة ليست بالقليلة .
من المؤكد أن حدوث واقعة كهذه على أرض شرقية (مثل مصر) سيجعلها مع مرور الوقت أبشع حالاً مما وصل له الغرب فى التردى الخُلقي، فقد تلاشت العفة من الفكر الغربى بنهاية الحرب العالمية الثانية بعد طلوع القرص الطبى الشفوى المانع للحمل وغيرها من الوسائل التى جعلت المجمعات الثقافية فى الغرب ترى العفة الجنسية هى مجرد الصفاء الأخلاقى المتصل بالروح.. لا بالجسد.
وأنا لا أفهم، أى أخلاق فى أن يصبح الجسد مباحًا بلا أى ضوابط دينية واجتماعية؟ أى أخلاق فى اختلاط الأنساب؟ أى أخلاق وأى نقود هذه التى يبحث عنها المستثمر المصرى؟!
ما يدهشني بحق هو عدم وجود منتج كهذا في دولة أوروبية مثل ايطاليا بالاضافة الى عدم شيوععمليات ترقيع غشاة البكارة.. والسبب ؟ ببساطة، لأنهم أكثر وضوحا وصدقا مع أنفسهم ومع الطرف الاخر وربما ذلك أفضل بكثير من الخداع والغش فقد قال رسول الله ( صلى الله عليى وسلم ) : "من غشنا فليس منا " .
الآن وقبل ان يصل هذا المنتج الى أرض مصر الحبيبة، يجب أن تثور فينا النخوة والحفاظ على أعراض أخواتنا وبناتنا .. الآن عليك أن تنهض فورًا وتُعلن غضبك للرأى العام، دعونا نتَّحد مسلمين ومسيحيين، رجالاً وإناثًا، أغنياء وفقراء .. نتَّحد لنصبح قوة تقف فى وجه الفساد الأخلاقى وأتباعه .