أخواتي الحبيبات كل عام و أنتن بخير
تقبل الله منا و منكن الطاعات
و جعلنا الله من المقبولين و من الفائزين برضوانه و بجناته جنات النعيم
أخواتي الحبيبات رحل عنا شهر رمضان، شهر الخيرات و البركات و الطاعات، عرفنا فيه لذة الطاعة ،و القرب من الله
بالصيام و الصلاة و تلاوة القرآن ، و غيرها من أنواع البر و الإحسان، فامتلأت المساجد، و خشعت القلوب ،و دمعت العيون و ارتفعت أكف الضراعة لله عز و جل بالدعاء رجاء رحمته و عفوه و العتق من نيرانه.
لكن ماذا بعد هذا الشهر الكريم؟؟
هل نجتهد في العبادة كما كنا في رمضان؟؟
نسأل الله عز و جل القبول و الثبات على هذه الطاعات (فإن أحب العمل إلى الله أدومه و إن قل) و الإستقامة على الأعمال الصالحة حتى ننال الشرف العظيم الذي وعد الله سبحانه و تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ} [سورة فصلت 30-32].
أخواتي الحبيبات من أجل هذا كانت هذه الحملة : حملة لا تهجروا القرآن بعد رمضان
.. لا تهجروا كتاب الله بعد رمضان، واجعلوا لأنفسكم منه حظاً مستمراً، فهو النور والهدى والشفاء، {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} [سورة فاطر 29-30].
إِنَّ القـرآن حياة القلوب والأَرواح، القرآن حياة النفوس والصدور
إِنَّ القرآن يهدي للتي هي أَقوم فلا تضيعوا هذا الطريق ولا تنصرفوا عنها.
لا تضيعوا القرآن بعد رمضان، بعد أن مَنَّ الله عليكم بالقرآن في رمضان فجعلتم لأنفسكم ورداً يومياً، فلماذا بعد رمضان نترك هـذا الورد و نضع المصحف في علبته كأَننا لن نحتاج إِليه إِلا في رمضان المقبل؟!
القرآن لا يهجر بمجرد انتهاء رمضان، بل حافظوا على وردكم الثابت فيه ، داوموا على ذلك فالقرآن هو الذى يزكّى أنفسنا ويصلحها ويصلح قلوبنا ،ويثبتنا على طريق الحق فلتستمروا فى قراءة القرآن جزءين في اليوم على الأقل و من زاد أكثر فهو خير
اقرأواَ القرآن واعملوا بما فيه، فإِنهُ يأَتي يوم القيامة شفيعاً لأَصحابه، ففي صحيح مسلم عن أَبي أَمامة الباهلي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: "اقرؤوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه"، "اقرؤوا الزهراوين: البقرة، و آل عمران،فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما" "اقرؤوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، و تركها حسرة، و لا تستطيعها البطلة".
ويقول صلى الله عليه و سلمكما في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما: (لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار).
"رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار"
أَي في سائر العام فلا تهجروا القرآن يا أُمة القرآن بعد رمضان
أخواتي الحبيبات
(من أراد الدنيا فعليه بالقرآن، و من أراد الآخرة فعليه بالقرآن، و من أرادهما معا فعليه بالقرآن)
نسأل الله عز و جل أن يوفقنا لنعيش بالقرآن و مع القرآن تلاوة و تدبرا و فهما و حفظا و عملا.
اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا و نور صدورنا
__________________