أعراضه مشابهة تماماً للأنواع الأخرى من الأنفلونـزا
أنفلونزا الخنازير مرض يؤدي إلى الموت
الوقت - د. عبدالله يحيى:
نشرنا الكثير عن هذا المرض، وسنستمر بسبب انتشار هذا المرض في مجتمعنا وعدم أخذ الناس هذا المرض بعين الجدية أو نقص ثقافة هذا المرض، ولكننا مقبلون على خطر محدق ولا تتوافر لدينا حتى هذه الساعة ما نحمي به أنفسنا درءا لهذا المرض، فلقاح لهذا المرض غير متوافر وحتى عند توفره هل سيوفر بكميات تفي بتغطية جميع المواطنين أم سيعطي للفئات الأكثر احتياجا من ذوي الأمراض المزمنة وكبار السن، الأطفال دون الخامسة من العمر والحوامل؟ نحن مقبلون على فصل الخريف المعروف بانتشار هذا المرض فيه، فالصين لوحدها تتوقع إصابة الملايين من شعبها أثناء هذا الفصل، وقد أجلت بعض الدول ومنها دول خليجية فتح أبواب مدارسها حتى تتمكن من دراسة وضعها الصحي، وحالات الوفيات أيضا في ازدياد. إذاً لابد من توسيع دائرة التثقيف بهذا المرض في مؤسسات الدولة وبين جميع المواطنين، فخط الدفاع الأول الذي نملكه هو تعزيز حالات الوقاية من المرض، وحيث إن العيد أوشك قريبا، فلذلك فنحن ننصح بالابتعاد عن أماكن التجمعات الازدحام واستعمال المطهرات الكحولية؛ لتطهر الأيدي في حالة ملامسة الأسطح، وعدم استعمال أدوات الغير، والتقيد بسبل النظافة العامة. للاطلاع على حقائق ومكنونات مرض أنفلونزا الخنازير وكيفية الوقاية منه أجرينا هذا الحوار مع الدكتورة ماريا تيراسا اختصاصية الطب الباطني وأمراض الجهاز التنفسي بمستشفى البحرين التخصصي.
ما هو مرض أنفلونزا الخنازير؟
مرض أنفلونزا الخنازير هو عدوى تنفسية سببها فيروسات أنفلونزا من النوع أ، وتفشي أنفلونزا الخنازير كان سببه ظهور نوع جديد من فيروسات إش 1 إن 1 من سلالة الفيروسات النوع أ، والتي تطورت جينيا باندماج فيروسات أنفلونزا الخنازير وأنفلونزا الطيور والإنسان، ويتم انتقال هذا الفيروس من إنسان الى إنسان. وبناء على انتشاره في جميع أنحاء العالم، فإن منظمة الصحة العالمية أعلنت أن تفشي الفيروس الجديد لأنفلونزا إش 1 إن 1 وباء عالمي، ويجب التعامل مع على هذا الأساس. والطريقة الوحيدة التي يجب اتخاذها لعدم الإصابة بالمرض هو تجنب الإصابة به. وفي حالة الإصابة بأعراض مرض أنفلونزا الخنازير التوجه مباشرة لتلقي العناية الطبية المتمثلة في أخذ أدوية مضادة للفيروسات حتى تكون هذه الأدوية فعالة يجب أن تؤخذ في بداية الإصابة بالمرض.
ما هي أعراض المرض؟
تتطابق أعراض أنفلونزا الخنازير التي تصيب الإنسان مع بقية أعراض الأنواع الأخرى من الأنفلونزا التي تسببها سلالات أخرى من الفيروسات، وهنا تكمن الخطورة في كيفية تمييز العدوى وهذه الأعراض تتمثل في:
- الحمى
- السعال
- التهاب الحلق
- الآلام في الجسم
- صداع
- رعشات وارتجاف في الجسم
- تعب
- اسهال
- قيء
أعراض أنفلونزا الخنازير تظهر في يوم إلى خمسة أيام، ولكن في الغالب فإنها تظهر في يومين بعد الإصابة بالفيروس وتستمر لمدة سبعة أيام. ويصبح المريض معديا للمرض من اليوم الأول من الإصابة وحتى مرحلة الشفاء.
متى يجب معاينة الطبيب؟
عاين الطبيب مباشرة إذا تمت الإصابة بأعراض أنفلونزا الخنازير مثل الحمى، السعال والآلام في الجسم وكنت قد سافرت حديثا إلى أحد المناطق التي تم رصد أنفلونزا الخنازير فيها. وكذلك بادر برؤية الطبيب إذا تمت الإصابة بما يشبه أعراض المرض خصوصا اذا كنت على اتصال بأحد الأشخاص الذي قد تعرض لأنفلونزا الخنازير. يستطيع الأطباء التعرف إلى فيروس أنفلونزا الخنازير بأجراء فحوصات مختبرية سريعة بأخذ عينات من الأنف والبلعوم.
ما هي أسباب أنفلونزا الخنازير؟
تسبب فيروسات أنفلونزا الخنازير التهاب بطانة خلايا الأنف والحلق والرئتان. تدخل الفيروسات الجسم عندما يتم استنشاق قطرات ملوثة أو يتم انتقال فيروسات حية من سطح ملوث إلى العين أو الفم أو الحلق من يدين ملوثتين.
ما هي عوامل خطورة الإصابة بأنفلونزا الخنازير؟
إذا تم سفرك إلى منطقة تم رصد المرض فيها خصوصا إذا كنت تقضي وقتا في مناطق مزدحمة وبعدها شعرت بأعراض المرض المذكورة، فإنك قد تكون مصابا بفيروس أنفلونزا الخنازير.
ما هي مضاعفات مرض أنفلونزا الخنازير؟
الناس المصابون بأمراض أو حالات مزمنة مثل مرض القلب، السكري، الربو، أمراض الجهاز التنفسي المزمنة التي تسبب ضيق بالتنفس، أمراض الجهاز البولي، الأمراض الجهاز العصبي، الحوامل، كبار السن، الأطفال أقل من سن خمس سنوات، والناس الذين يتلقون علاجا لخفض مقاومة الجسم (مرضى زراعة الأعضاء) جميع هذه الفئات معرضة بشدة بالإصابة بمضاعفات مرض أنفلونزا الخنازير. هذه المضاعفات شبيهة لمضاعفات الأنفلونزا الموسمية وهي:
- تفاقم الأمراض والحالات المزمنة وازدياد خطورتها.
- الإصابة بعدوى في الجزء العلوي من الجهاز التنفسي مثل التهاب الجيوب الأنفية، التهاب الأذن الوسطى والخناق.
- الإصابة بعدوى في الجزء السفلي من الجهاز التنفسي مثل مرض ذات الرئة.
- فشل عمل الجهاز التنفسي.
- مرض في القلب مثل التهاب عضلة القلب أو التهاب في غشاء القلب الخارجي.
- أمراض في الجهاز العضلي العظمي.
- عدوى عصبية مثل التهاب المخ.
مضاعفات أنفلونزا الخنازير الخطيرة تنشأ وتتطور بصورة سريعة.
ما هي طرق العلاج والأدوية التي تستخدم في علاج أنفلونزا الخنازير؟
- معظم حالات الأنفلونزا بما فيها أنفلونزا الخنازير لا تتطلب علاجا إنما علاج الأعراض. ولو كان المريض يعاني من عدوى تنفسية مزمنة، فقد يضطر الطبيب لوصف أدوية إضافية للتقليل من التهاب المرض ولفتح الممرات الهوائية والمساعدة على إزالة إفرازات الرئة. الأدوية المضادة للفيروسات تخفف من حدة أعراض المرض ويتم استعمال فصليتين من الأدوية لتخفيف حدة الأعراض ومدة الإصابة به. ''امانتادين'' هو دواء مضاد للفيروسات وكذلك مثبطات ''النيورامينديز''، ولكن باستطاعة فيروسات الأنفلونزا تطوير مناعة ضدهما. أنفلونزا الخنازير يتم علاجها بدواءين وهم ''التاميفلو'' و''الرلينازا''، وهما من مثبطات ''النيورامينديز''. من المهم البدء في العلاج بأسرع وقت ممكن بعد الإصابة بالمرض، حيث إن هذين الدواءين تكون فعاليتهما أكثر ما يكون في 48 ساعة الأولى من ظهور أعراض المرض.
ما هي التدابير والعلاجات الذاتية التي تخفف من معاناة أعراض المرض؟
هذه بعض التدابير التي تخفف من حدة أعراض أنفلونزا الخنازير:
- شرب الكثير من السوائل. يفضل شرب الماء، العصائر والشوربات الساخنة لمنع الجفاف. يتم شرب كميات كافية من السوائل حتى يصبح البول لونه شفاف أو أصفر فاتح.
- الراحة: تناول قسط وافر من النوم، فذلك يساعد جهاز المقاومة في دفاعه ضد الفيروسات.
- استعمال بعض المسكنات والخافضات للحرارة مثل البارسيتامول (البندول او الفيفادول) أو البروفن، ويجب اتباع الجرعات المعالجة وفق ما هو موصوف. ويجب التذكر حين استعمال هذه الأدوية أعراض جانبية، فالبروفن يسبب ألما في المعدة يجب استعماله بحذر ومع الطعام ولمدة محدودة، وكذلك فإن الباراسيتامول إذا ما استعمل لمدة طويلة أو تم الإفراط في استعماله، فإنه قد يسبب سُما للكبد. ويجب مراجعة الطبيب قبل استعمال الباراسيتامول للأطفال وعدم استعمال الأسبرين للأطفال والمراهقين، فهو محضور استعماله لهم، فهو قد يسبب مرضا نادرا مميتا.
ما هي سبل الوقاية من أنفلونزا الخنازير؟
هذه التدابير من شأنها ان تساعد في منع المرض:
- البقاء في البيت في حالة المرض. في حالة الإصابة بالمرض، فإن الأعراض تبدأ بعد 24 ساعة وينتهي في 7 أيام. اعزل نفسك لمدة 24 ساعة حتى تذهب منك الحمى.
- غسل الأيدي دائما وبشكل متكرر. غط فمك وانفك عند السعال أو العطاس بمحرم وتخلص منها بعد ذلك. استعمل الماء والصابون أو محاليل كحولية مطهرة. إن فيروسات المرض تستطيع أن تعيش لمدة لا تقل عن ساعتين أو أكثر على الأسطح مثل مقابض الأبواب وأسطح الطاولات.
- تجنب التجمعات والأماكن المزدحمة قدر الإمكان.
- قلل من الاحتكاك بأفراد الأسرة المصابين في البيت. يفضل جعل احد أفراد الأسرة مسؤول عن رعاية أحد أفراد الأسرة المصابين.