--( التربية الموسيقية إنقاذ الأطفال من اعوجاج السلوك )--
آراء كثيرة أثيرت حول مدي الاستفادة التي يمكن الحصول عليها من خلال الموسيقى، فهل يمكن مثلا أن تكون علاجا لتقويم سلوكيات الأطفال،وكيف تنظر التربية الحديثة إلى دور الموسيقى في حياة الطفل وهل هي بالفعل قادرة على تغيير سلوكيات الصغار إلى الإيجابية؟
تساؤلات يحملها أولياء الأمور عن دور التربية الموسيقية في حياة أبنائهم،وماذا ستقدم لهم في ظل عصر مليء بالعولمة وثورة الاتصالات،للإجابة على هذه التساؤلات،يقول الدكتور أحمد مصطفى حسن سالم أستاذ التربية النوعية:إنّ التربية الموسيقية تهذب شخصية الأطفال،وتدفعهم إلى الانخراط في العمل الجماعي مع أقرانهم،وترقى بأذواقهم السماعية بحيث تجعلهم قادرين على انتقاء ما ينمي قدراتهم،وتحول سلوكياتهم إلى الإيجابية في التعامل مع الآخرين.
وأوضح أنّ توجيه الأطفال لاختيار أنواع معينة من الموسيقى يعتمد على الدور الأسري الذي يجب أن يكون حاضرا بينهم، فالموسيقى الهادئة تعمل على الهدوء وبعث الراحة النفسية عند سماعها،والموسيقى الصاخبة تحول الجو المحيط بالطفل إلى صخب وتوتر.
وأضاف أنّ الثقافة الموسيقية سواء العربية أوالأجنبية ترتقي بالذوق، وتعلم الطفل كيفية التذوق بشرط أن تكون هادفة وبناءة، مشيرا ًإلى أنه في زمن مضى كانت الموسيقى الراقية مقتصرة على أبناء الطبقة الارستقراطية، ومع اختلاف الزمن تحولت الثقافة الموسيقية إلى تربية نوعية تهدف إلى تنمية مدارك الطفل،وتوسيع مفاهيمه وربطه بالمجتمع المحيط به.
وذكر الدكتور سالم أنّ الموسيقى باتت اليوم فنا ًوعلاجا ًوتقويما للسلوك الإنساني وصارت تستخدم في الكثير من المراكز الصحية للعلاج،وليست مجالا ًللابتذال والعبث بأذواق الصغار، منوها أنها أصبحت لغة ًعالمية يشترك فيها كل سكان الكوكب باختلاف لغاتهم وأعراقهم.
وحث الأسر تشجيع أبنائها على تعلم الموسيقى الهادفة،والتي لا ابتذال فيها،ومحاولة دمج أبنائهم في المجتمعات المدرسية التي تنظم الأنشطة الموسيقية،لأنها تشبع رغباتهم وميولهم، وتساعدهم على ملء أوقات الفراغ بالدروس المفيدة، وتدفعهم إلى تعلم تنمية مهاراتهم اليدوية والحركية في أجواء موسيقية .
وعن التربية الموسيقية في المدارس الخليجية قال الدكتور أحمد مصطفى:
إنّ المنطقة الخليجية لها خصوصيتها في الثقافة الموسيقية، ولديها فنون قائمة بذاتها بحكم الطبيعة الجغرافية،والتركيبة الاجتماعية، والكثير من الألوان الموسيقيةممزوجة بالبحر والبر،وهذه في حد ذاتها ثقافة موسيقية،وموروث تاريخي لابد أن يحافظ عليه الجيل الجديد بتعلمها.
وأضاف أنّ المناخ البيئي هو الذي يؤثر في التركيبة الاجتماعية،والتي تنعكس بدورها على الفرد ومن ثم ّ على البيئة المحلية،مبينا ًأنّ الكثير من العائلات لديها الوعي الكافي بأهمية الأنشطة الموسيقية.
وبين أنّ الإقبال الطلابي على الانضمام للأنشطة الموسيقية جيد وهذا ماتدلل عليه الإحصائيات فمثلا ًفي مدرسة عبد الرحمن بن جاسم الاعدادية المستقلة للبنين هناك 21 حصة أسبوعيًا لمادة التربية الموسيقية ،ويتعلم فيهاحوالي500 طالب من المرحلة الإعدادية، بالإضافة إلى فرقة للموسيقى الحديثة بالنشاط الموسيقي لنادي قطر الرياضي تضم 20 عضوا ً،وفرقة للموسيقى الشعبية بالنادي وتضم 30 عضوا
المصدر صحيفة الشرق