السجن مدى الحياة لقاتل "شهيدة الحجاب"[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]بعد حوالي ثلاثة شهور من مصرعها في جريمة بشعة ، أسدلت المحكمة العليا في مدينة دريسدن الألمانية يوم الأربعاء الموافق 11 نوفمبر / تشرين الثاني الستار على قضية شهيدة الحجاب وأصدرت حكما بالسجن مدى الحياة على الألماني أليكس دبليو فينس بعد إدانته بتهمة قتل المواطنة المصرية مروة الشربيني في مطلع يوليو/ تموز الماضي .
ولم تكتف المحكمة بالقرار السابق ، بل إنها أكدت أنه نظرا للطبيعة الوحشية للجريمة التي ارتكبها المتهم فإنه محظور عليه إمكانية الخروج المبكر من السجن قبل انتهاء الحكم .
وجاء هذا الحكم، وهو أقسى عقوبة بحسب القانون الألماني، رغم تلقي المحكمة تقريراً من موسكو يفيد بأن المتهم يعاني من "انفصام في الشخصية" وهو سبب إعفائه من التجنيد عام 2000 .
المحكمة لم تأخذ بالوثيقة السابقة بعدما شكك فيها المدعي العام في ألمانيا ، مؤكدا أن الجاني ارتكب جرماً جسيماً بقتله المرأة المصرية بدم بارد طعناً بالسكين بطريقة وحشية أمام ابنها (ثلاثة أعوام) علاوة على إصابة زوجها بجروح عرضت حياته للخطر.
وكان المتحدث باسم المحكمة العليا في دريسدن بيتر كيس أعلن قبل قليل من بدء جلسة النطق بالحكم أن المحكمة ستصدر قرارها في قضية مقتل مروة الشربيني دون النظر إلى الوثيقة الروسية التي وصلت المحكمة يوم الاثنين الموافق 9 نوفمبر .
وأضاف المتحدث أن الجاني لم يقم بأي فحص طبي أو داوم على زيارة الطبيب لمعالجته حتى أن الهيئة الروسية المختصة ألغت متابعته عام 2004 من قوائمها ، وشدد على أن المتهم لن يستفيد من إطلاق سراح مشروط بعد 15 عاماً والذي عادة ما يحصل عليه المحكومون بالسجن المؤبد .
وقائع المحاكمة
وكانت المحكمة استمعت خلال الجلسات التي بدأت في الـ 26 من شهر أكتوبر / تشرين الأول الماضي إلى أقوال العديد من الشهود الذين كانوا على صلة بالمتهم والذين أكدوا جميعا أن كراهيته للأجانب كانت واضحة.
وطالب المدعى العام في قضية مقتل الشربيني بتوقيع عقوبة السجن مدى الحياة على المتهم أليكس دبليو فينس الذي طعن الضحية داخل قاعة المحكمة مطلع تموز/يوليو الماضي.
وقال رئيس الادعاء فرانك هاينريش في مرافعته أمام المحكمة إن الجاني ارتكب "ذنبا جسيما" حيث قتل الشربيني بـ"دم بارد" طعنا بالسكين بطريقة وحشية أمام ابنها البالغ من العمر ثلاثة أعوام كما أصاب زوجها بجروح عرضت حياته للخطر.
وأضاف أن دافع المتهم كان "الكراهية المحضة للمسلمين وغير الأوروبيين" ، قائلا :" المدعى عليه هاجم الشربيني وزوجها بكل قوته وبهدوء وتركيز ولكن بسرعة في نفس الوقت بشكل أودى بحياة إنسان وأصاب الآخر بجروح خطيرة ونجا (الزوج) من الوفاة بمحض حظه الحسن ، الجاني دمر أسرة عن عمد ولم يراع بأي طريقة الطفل الصغير وهو أمر يوضح درجة افتقاره للرحمة والإحساس تجاه الآخرين".
وانتهى إلى التأكيد على أن المتهم خطط لجريمته بدم بارد وأعد لقتل الشربيني وزوجها لأسباب وضيعة ، مطالبا بتوقيع عقوبة السجن مدى الحياة على المتهم.
وفي المقابل ، طلب محامي المتهم من المحكمة إدانة موكله بتهمة "محاولة القتل" و"ضرب أفضى إلى الموت"، واستند في مساعيه لتخفيف الحكم على موكله إلى ما اعتبرها أدلة تؤكد اضطراب الحالة النفسية للمتهم مستعينا بالوثيقة الروسية ، إلا أن تقريرا ألمانيا أكد أن المتهم مسئول عن أفعاله مسئولية تامة كما اعترف المتهم بجريمته.
جريمة بشعة
المتهم بقتل الشهيدة مروة
وتعود بدايات القضية إلى قرار أصدرته محكمة أول درجة بألمانيا بمعاقبة المتهم بالحبس لمدة شهر ودفع تعويض مبدئي لمروة الشربيني قدره 780 يورو عن تهمة استفزازه وتعرضه لها بسباب وتهديدات ، إلا أن النيابة العامة الألمانية قامت باستئناف الحكم.
وفي جلسة الاستئناف داخل قاعة محكمة "لاندس كريتش" في دريسدن في مطلع يوليو الماضي ، استغل المتهم الجاني وجود الشهيدة مروة بالمحكمة، وتوجه مسرعا تجاهها وزوجها وأخذ في طعنها بسكين حاد 19 طعنة نافذة تسببت في مقتلها وجنينها ، فيما تلقى زوجها 6 طعنات أثناء محاولته الدفاع عن زوجته .
وأدت الطعنات إلى مصرع مروة التي كانت حاملا في شهرها الثالث أمام ابنها مصطفي الذي كان يبلغ من العمر وقتها أقل أربع سنوات كما أصيب زوجها علوي عكاز إصابات بالغة عندما تدخل محاولا إنقاذها.
يذكر أن مروة ( 33 عاما ) كانت تعمل صيدلانية بينما كان زوجها المعيد بمعهد الهندسة الوراثية بجامعة المنوفية يدرس الدكتوراة في جامعة بدريسدن .
وكان علوي يقيم مع زوجته مروة بالإضافة إلى طفلهما مصطفى في دريسدن منذ عام 2003 بعد حصوله على منحة شخصية لدراسة الهندسة الوراثية بمعهد "فاكس بلانك" وكان من المقرر أن يناقش رسالة الدكتوراة بعد أيام قليلة من التاريخ الذي قتلت فيه زوجته .
الجريمة البشعة السابقة تصدرت كافة وسائل الإعلام العالمية كما أثارت استياء واسعا في مصر والعالمين العربي والإسلامي وخرجت مظاهرات حاشدة للتنديد بتلك الجريمة والمطالبة بمحاكمته في مصر وإنزال عقوبة الإعدام بحقه .
ويرى مراقبون أن الحكم وإن كان غير مقبول من قبل أغلبية كبيرة من الشعب المصري بالنظر إلى أنه كانت هناك دعوات لإعدام المتهم ، إلا أن أقسى عقوبة في ألمانيا هى السجن مدى الحياة والتي يتم تحويلها عادة إلى عقوبة مع وقف التنفيذ بعد مرور 15 عاما .
وما يخفف من وطأة الغضب في هذا الشأن أنه في حالة قاتل الشهيدة مروة خلصت المحكمة إلى أن الجاني ارتكب "ذنبا جسيما" مما يحرمه من الخروج بعد 15 عاما ويطيل مدة بقائه خلف القضبان ، أيضا فإن الحكم قد يشكل رادعا للعنصرية المتزايدة ضد العرب والمسلمين في الغرب .