أعرب ريتشارد أرميتاج، نائب وزير الخارجية الأمريكي السابق عن توقعاته باحتمال وقوع حدث تاريخي فاصل في مصر، مرجعا ذلك إلى "التحجر والطبيعة المتصلبة للنظام"، معتبرا أن وضع الديمقراطية وحقوق الإنسان في البلاد "صعب بالفعل" والمصريون لا يمكنهم الانتظار للأبد، بحسب تعبيره.
وأضاف أرميتاج وهو أحد أبرز صقور إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، في حوار مع دورية "بريزم" الأمريكية الفصلية- التي تصدر عن جامعة الدفاع الوطني في العاصمة واشنطن والتابعة لقيادة الأركان الأمريكية المشتركة- "إن الموقف صعب حقا في مصر لأنه يسير في الاتجاه المضاد بالنسبة للإخوان المسلمين وتحجر وتصلب النظام".
واستلهم أرميتاج توقعاته بحدوث التغيير المحتمل من خلال قراءاته في روايات الأديب المصري الراحل نجيب محفوظ، وتابع متوجها لمحاوره: "هل قرأت روايات نجيب محفوظ؟ إنها عظيمة ومن خلالها كل ما تستفيد به منها هو أمران، أعتقد أن أولهما هو الحس الفكاهي الجيد لدى المصريين، وإن لديهم حسا فكاهيا ضخما جدا. أما الشيء الثاني فهو الصبر والمكابدة الطويلة (للشعب)، لكنك تدرك عند نقطة معينة من الزمن أن ثمة شيئا ما لا يمكنك أن تبعده بالنكات، وأن هذا الشيء لا يمكنك التغلب عليه بالانتظار".
وأردف قائلا: "إنني أخشى أن اللحظة الفاصلة والحاسمة آتية، وبشكل خاص الآن بعدما انتقل الثقل الإستراتيجي في الشرق الأوسط إلى الرياض، بعيدا عن القاهرة".
ولفت إلى أنه في ثمانينيات القرن الماضي، "كانت هيئة المعونة الأمريكية تنفذ على استحياء برامج لدفع الديمقراطية والتنمية وسيادة القانون كانت جميعها حسنة المقصد وأثمرت عن بعض النتائج الصغيرة هنا وهناك، لكننا كنا غير قادرين على الحصول على النوع من التغيير الذي نريده في البلد "، وأضاف "الوضع يظل معضلة حقيقية بالنسبة لنا".
وقال: "إن محاولات تحريك البلد يمكن أن يؤدى إلى تفكيكها وحدوث ردود فعل مضادة لما نريده"، وأضاف: "لقد وقفت على جانبي القضية، وتوصلت إلى النتيجة بأن الناس يتلقون أفضل خدمة عندما نركز على الحكم الجيد وسيادة القانون والتحرك على نطاق ملائم لهما نحو الديمقراطية الكاملة مع المؤسسات التي تلتزم قانون الديمقراطية".