وقفة مهمة
مهلا أيها الأب..أيتها الأم
إن تربية الطفل فن من فنون الحياة ولا يتقن ذلك الفن إلا القلة القليلة ، فالبعض يعتقد أن التربية في توفير المأكل والمشرب والملبس للأبناء فقط تاركا وراءه المحور الأساسي في التربية ألا وهو غرس القيم والمفاهيم الصحيحة فالطفل مرتعا خصبا لإنبات النبات الحسن أو السيء وشخصية الطفل نتاج تلقى من أبويه من الأفكار والمبادئ.
أخي القارئ ..أختي القارئة لم أكن أتصور حجم المسئولية الملقاه على عاتق الوالدين في التربية إلا بعد أن رزقني الله بابنه جعلها الله من الذرية الصالحة المصلحة فأيقنت حينها ما على الوالدين من مسئولية عظيمة قال النبي صلى الله عليه وسلم (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) فمن أراد بر أبنائه له عند كبره فليبرهم من خلال تربيته لهم فالأبناء وإن كانوا صغارا إلا أن ذاكرتهم مليئة بالمواقف والأحداث تجاه والديهم.
التربية طويلة الأمد تحتاج إلى جلد وصبر حتى تنتج الثمرة ولن تنتج إلا برعاية دقيقة مدروسة من قبل الوالدين ولا بد من الوالدين أن يكونوا أذكياء في التربية فكل ابن تستخدم له وسائل تختلف عن أخيه أوأخته كل على حسب شخصيته وطباعه .
أخي القارئ ..أختي القارئة اعلما أن أبناءكما أذكياء جدا قد درسا شخصية والديهم أشد الدراسة ألا تراهم يستخدمون طرقا عدة لتلبية متطلباتهم فكن أذكى منهم .
إن غرس القيم والمفاهيم والمبادئ في نفوس الأبناء تحتاج منا إلى ثبات وحزم وإن كانوا صغارا وعندما أقول حزم أي إصرار على المبدأ والقيمة وترسيخ في ذهن الطفل أن هذه القيمة لا يمكن أن نتنازل عنها خاصة إذا كانت هذه القيمة أمرا من أمور الدين وطبعا لا بد أن يصحب ذلك شيء من الحب والحنان .
الحرية الشخصية
هل الحرية الشخصية تمنع من المناصحة في أمور الدين ؟ كثير من دعاة الحرية عندما تدعوهم إلى أمر من أمور الدين يردون عليك (هاذي حرية شخصية ،كل واحد حر بإلي يسوويه)
نرد عليهم ونقول صحيح أن كل مرء حر بما يقول ويفعل كما قال عمر رضي الله عنه ( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا) ولكن الحرية لها خطوط حمراء وهذه الخطوط هي أحكام الدين الإسلامي الذي أنزله الله من فوق سبع سماوات فالحرية الشخصية مقيدة لا مطلقة لأن الأحكام الشرعية لا حرية لنا في الخيار منها والانتقاء على حسب ما تهويه الأنفس قال تعالى (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ..)
فالإسلام لم يجئ أبدا ليقمع هذه الحرية بل أعطى لها الفسحة لكي يفكر الإنسان ويبدع ويذهب ويجيئ ويلبس ويتكلم بما يريد و..و..و.. ما دام ذلك لا يتعارض مع الدين
أخي القارئ ..أختي القارئة إن الحرية التي ينادون فيها وهي أن الشخص يملك كامل الحرية أن يتصرف دون أدنى قيدٍ من الآخرين لم يعرفها مجتمعنا الكويتي المحافظ فمن أين استقوا تلك المفاهيم إلا أنها جاءتنا من الغرب الذين يدينون بغير ديانة الإسلام وهي أشبه بشريعة الغاب إذ لا حساب ولا عقاب ولا تناصح مع الآخرين .