◊۩¯−ـ‗ بشرى النبي صلى الله عليه وسلم
لإصحابه بالجنه‗ـ−¯۩◊
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اخوتي واحبتي الكرام
عباد الله: وقف حبيبنا صلى الله عليه وسلم في
أصحابه معلناً بشارة بقيت ميزة لأصحابها، ووصفاً لهم وإكراماً من الله تعالى وشهادة
صدق ووسام تزكية من أصدق الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كانت بشارات النبي
صلى الله عليه وسلم كثيرة لأمته، ووفية لأصحابه، فكم من بشارة بشر بها وأسعد الأمة
بخبره الصادق عنها
ولعل
موقف اليوم هو حول رجال لم يجد الزمان باجتماع مثلهم رضي الله عنه
وأرضاهم، إنهم العشرة المبشرون
بالجنة
فقد
روى حديث البشارة لهم أكثر من عشرة من أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم فعَن عبْدِ الرّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ
قالَ:قالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَبُو بَكْرٍ في الْجَنّةِ، وَعُمَرُ في الْجَنّةِ، وعُثْمَانَ في
الْجَنّةِ، وَعَلِيّ في الْجَنّةِ، وطَلْحَةُ في الْجَنّةِ، وَالزّبَيْرُ في
الجّنةِ، وعبْدُ الرّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ في الْجَنّةِ، وسَعْدُ بنُ أَبي وقّاصٍ في
الْجَنّةِ، وَسَعِيدُ بنُ زَيْدٍ في الْجَنّةِ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بنُ الْجَرّاحِ
في الْجَنّةِ".
وهو حديث صحيح ثابت عن نبي
الهدى صلى الله عليه وسلم
وجاء في إحدى روايات الحديث: عن رِيَاح
بن الحارِثِ قالَ: "كُنْتُ قاعِداً عِنْدَ فُلاَنٍ في مَسْجِدِ الْكُوفَةِ،
وَعِنْدَهُ أهْلُ الْكُوفَةِ، فَجَاءَ سَعِيدُ بنُ زَيْدِ بنِ عَمْرِو بنِ نُفَيْلٍ
رضي الله عنهم، فَرَحّبَ بِهِ وَحَيّاهُ وَأقْعَدَهُ عِنْدَ رِجْلِهِ عَلَى
السّرِيرِ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أهْلِ الْكُوفَةِ، يُقَالُ لَهُ قَيْسُ بنُ
عَلْقَمَةَ فَاسْتَقْبَلَهُ، وَسَبّ فَسَبّ، فقَالَ سَعِيدٌ: مَنْ يَسُبّ هَذَا
الرّجُلُ؟ قال: يَسُبّ عَلِيّا. قال: لا أرَى أصْحَابَ رَسُولِ الله صلى الله عليه
وسلم يُسَبّونَ عِنْدَكَ ثُمّ لا تُنْكِرُ وَلا تُغَيّرُ، أنَا سَمِعْتُ رَسُولَ
الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ، وَإنّي لَغَنِيّ أنْ أقُولَ عَلَيْهِ ما لَمْ
يَقُلْ، فَيْسَأَلُنِي عَنْهُ غَداً إذَا لَقِيتُهُ: أبُو بَكْرٍ في الْجَنّةِ وَعُمَرُ في
الْجَنّةِ
وَسَاقَ الحديث، ثُمّ قال: لَمَشْهَدُ رَجُلٍ
مِنْهُمْ مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم يَغْبَرّ فِيهِ وَجْهُهُ خَيْرٌ
مِنْ عَمَلِ أحَدِكُمْ عُمُرَهُ وَلَوْ عُمّرَ عُمْرَ نُوحٍ". رضي الله عنه وأرضاهم.
إخوة الإيمان:ويتواصل أداؤنا للواجب نحو
أصحاب حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في زمان تجرأ من لا خلاق له على مسلمات
من دين الإسلام لم تكن موضع ذكر في سالف الزمان، ولكن عند ضعف الأمه وسيطرة الأعداء
يظهر أهل الضلال عداءهم، ويكشف من لا يريد دين الله تعالى الحق عن سوء طوياتهم
وخبيء حقد قلوبهم.
إخوة الإيمان: الذين بشرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من صحابته كثير، وهؤلاء
العشرة خصوا بالتسمية بالعشرة المبشرين بالجنة؛ لأنه صلى الله عليه وسلم ذكرهم في
حديث مشهور واحد .
العشرة المبشرون بالجنة
هم: أبو بكر الصديق، وعمر الفاروق، وعثمان ذو النورين،
وعلي بن أبي طالب، وطلحة بن عبيدالله، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد
بن أبي وقاص، وسعيد بن زيد، وأبو عبيدة عامر بن الجراح،أمين هذه الأمة، رضي الله
عنهم.
إخوة الإيمان/
لقد جاءت بشارة النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة لعدد من أصحابه رضي الله عنهم على
التعيين؛ ففي صحيح مسلم
عن جابر بن عبد الله ، رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
:" اطلع الله على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد
غفرت لكم ، ولا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة ".
وروى الترمذي عن حذيفة بن اليمان رضي الله
عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن هذا ملك لم ينزل إلى الأرض
قط قبل هذه الليلة استأذن ربه أن يسلم علي ، ويبشرني أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة
، وأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ". وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم
تبشير خديجة رضي الله عنها ببيت في الجنة من قصب لا نصبَ فيه ولا
صخب.
وعائشة الصديقة بنت
الصديق رضي الله عنها، هي زوجه صلى الله عليه وسلم في الجنة.
وجاءت البشارة لبلال بن رباح وعمار بن ياسر وأمه وأبيه، و سعد بن معاذ، و حارثة بن
النعمان الأنصاري، وكان أبر الناس بأمه، وأبو ذر ومعاذ بن جبل، وأبو الدحداح ، ثابت
بن الدحداح الأنصاري، وثابت بن قيس، وعكاشة بن محصن وغيرهم رضي الله عنهم، في
أحاديث صحيحة كثيرة.
إنها البشارة من رسول الله صلى
الله عليه وسلم يتسابق لها المؤمنون ويستنكف عنها الضالون
هذا رسولنا صلى الله
عليه وسلم يبشر أمته ببشارة عظيمة يجب أن لا تغيب لنا عن البال، فقد فرح بها
صحابته رضي الله عنهم فرحاً عظيما،لما
قال حبيبنا صلى الله عليه وسلم "المرء مع من أحب"، وهو خبر وبشارة ونذارة من رسول الله صلى الله عليه وسلم عظيمة، لما قال ذلك
فرح به الصحابة رضي الله عنهم يقول أنس بن مالك رضي الله عنه: فما فَرِحَ المسلمون بشيء بعد
الإسلام فرحهم بهذا الحديث، فأنا أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر،
وأرجو أن يحشرني الله معهم، وإن لم أعمل مثل أعمالهم.
أحباب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم :
الله سبحانه وتعالى يقول"
مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ
رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ
اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ "
عباد الله: يقول أحد
الأئمة في فضل صحابة حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله عز وجل قد اختار لرسوله أصحاباً فجعلهم خير
الأنام، واصطفى من أصحابه جملة العشرة الكرام فرضيهم لعشرته وموالاته، وفضلهم
بالانضمام إليه مدة حياته، وأنعم عليهم بما أولاهم من أصناف موجبات كرمه، وأشقى
قوماً بالارتكاب في الخوض في أمرهم فيما لا يعنيهم، وجعلوهم غرضاً لبهتانهم العظيم
وذموهم وقد مدحتهم آيات القرآن الكريم
قال
الله الملك: "محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم" ، أتراهم خرجوا من هذا
الوصف أو خرج عنهم، أم هل يمكن منهم أن يدعى أن العشرة لم يشتدوا على الكفار
وينصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو يقال بأنهم زايلوا ذلك الوصف بعد وفاته
وارتكبوا ما حكم لهم بخلافه من مخالفاته،
كيف وقد قال الله تعالى: "لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في
قلوبهم"
أترى خفي عن علمه سبحانه ما يزعمونه
من فسقهم أو ردتهم
وقال: "والسابقون الأولون" من المهاجرين والأنصار إلى قوله: "رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري
من تحتها الأنهار"
أتراه أعدها لهم مع علمه بما
يوجب منعهم منها، معاذ الله أن يكون الأمر كذلك وحاشا لله أن
يختار لرسوله صحبة أولئك، كيف وقد صرح صلى الله عليه وسلم بالنهي عن سبهم وحرص على
ترك الخوض فيهم وأمر بحبهم.
إخوة
الإيمان: إن التذكير بفضل أولئك الصحابة
الكرام ينعش النفس لتحيا في قمم العزة ومواطن الكرامة ومحطات الإيمان، الحديث عن
من؟ عن أصحاب حبيبنا صلى الله عليه وسلم حديث أهل الإيمان، فهم أنس رسول الله صلى
الله عليه وسلم وهم من سانده وناصره رضي الله عنهم، وهم من يُكن المؤمنون لهم من
الإجلال والمحبة والوفاء ما تعجز العبارات عن تسطيره وتكل الأقلام عن
تدوينه.
عباد الله/ الحديث عن القمم يسموا بالنفوس ويعلي المشاعر ويريح البال ويجبر
الخاطر، الحديث عن الأبطال يورث الشجاعة والعزة، ذاك هو حال الإنسان، فإن قصر به
الحديث عن هؤلاء ووقف به مركب النظر دون أولئك، وحطت به النفس الضعيفة موضع صغار
الخلق ومنحطي الهمة وساقطي التفكير، نزلت حاله لموقع الخور ومهبط الضعف ومنزلة الذل
والهوان، هذا حال النفس البشرية، تسموا إذا سمت همومها، وعلت اهتمامات أصحابها،
وتضعف وتهون إذا هان صاحبها وقلت همة حاملها.
إن النفس الأبية تتعب صاحبها،
ونفوس العظماء نفوس أبية، وما المجد بالأمر الهين، وإنما هو الهمة
والإباء
وإذا كانت النفوس كبارا ** تعبت في مرادها
الأجسام
وكما قال المتنبي:
على قدر أهل العزم تأتي العزائـم.....
وتأتي على قدر الكـرام المكـارم
وتعظم في عين الصغير صغارهـا..... وتصغر في عين
العظيم العظائـم
فلتكن هممنا عالية وصحبة
فكرنا سامقة عالية
ادعوا الله... \
اللهم عليك بمن يشوه دينك ويحارب أولياءك ويخطط للفساد
والإفساد