مشاجرات فى محطات الوقود ومواقف «السرفيس»
كتب ولاء نبيل ٩/ ٣/ ٢٠١٠
«أبوس إيدك أعطنى صفيحة جاز وخد اللى انت عاوزه.. أنا خلاص باصفى التانك».. بهذه العبارة وقف أحمد الشحات، سائق ميكروباص فى إحدى محطات البنزين بميدان الرماية يرجو عامل البنزينة أن يمنحه أى كمية من السولار لتموين سيارته، المحملة بالركاب، وقال: «أنا محمل ركاب معايا من المنيا والتانك خلاص خلص، ومش عارف أمشى متر واحد بالعربية بعد كده».
ورغم تأكيد عامل المحطة للحاج «أحمد» خلو المحطة من السولار فإنه ظل واقفاً مكانه يضرب كفيه صائحاً فى وجه العامل: «طب إدينى لتر واحد أوصل بيه الناس لموقف المنيب علشان يروحوا بيوتهم»، إلا أن إصرار العامل على خلو المحطة من السولار أجبر الحاج «أحمد» على استئذان الركاب النزول من السيارة وإنهاء رحلتهم فى ميدان الرماية، الأمر الذى أثار غضب بعضهم، الذين طلبوا من السائق توفير وسائل نقل بديلة لهم، خاصة الأسر التى كانت تصطحب معها أطفالها، والتى ظلت واقفة لساعات فى الميدان حتى حل الظلام انتظاراً لأى سيارة فارغة، تحملهم وأمتعتهم لموقف المنيب.
وأكد أحد عمال المحطة، الذى رفض ذكر اسمه، أن خزانات المحطة تعانى من نقص السولار منذ أكثر من أسبوع، دون أن يعرفوا السبب الحقيقى لذلك، وهو ما لم يقتنع به السائقون، الذين يتهمون عمال المحطة بإخفاء السولار، وتهريبه فى السوق السوداء. وهنا التقط «ناصر حامد»، سائق نصف نقل، طرف الحديث وصاح قائلاً: «على فكرة الكلام ده حقيقى، أنا شفت بعينى عمال بنزينة فى شارع فيصل بيحملوا جرادل الجاز على العربات الكارو».
وفى ميدان الجيزة وقف سعيد فكرى، سائق ميكروباص متكئاً على سيارته وقال: «بقالى ٣ ساعات واقف فى الميدان مش عارف أتحرك، التانك مافهوش ولا نقطة جاز، ولو اتحركت خطوة ترمبة العربية هتخرب، لأن العربية لسه جديدة، ترمبتها بـ١٢ ألف جنيه وتصليحها هيحتاج مش أقل من ٢٥٠٠ جنيه».
وانتقد عادل عبود، سائق، غياب السولار المفاجئ من المحطات، وغير المبرر ـ على حد تعبيره ـ وقال: «لو الحكومة عاوزه تزود سعر الجاز تقول وتعلن ده بكل صراحة، بدل ما تخفيه وتخرب بيوتنا بالشكل ده». وعلى مدار أكثر من ساعة ونصف الساعة وقف محمود عبدالسميع موظف فى موقف العاشر انتظاراً لمجىء سيارة تقله إلى مقر عمله دون فائدة، الأمر الذى أجبره على العودة إلى منزله بعد تأخره عن العمل، وقال: «من الساعة ٧ صباحاً وأنا واقف على قدمى، بسبب ندرة السيارات، التى يتدافع نحوها الركاب سواء موظفين أو طلبة مدارس أو عمال للوقوف أمام السيارة».
وخشى بدوى سعيد، سائق نصف نقل، أن يتسبب عجزه عن تمويل سيارته بالجاز فى تلف المواد الغذائية التى تحملها سيارته، والتى من المفترض أن ينقلها للمصنع فى الإسكندرية منذ ثلاثة أيام، وقال: «كل محطات البنزين على الطريق الصحراوى خالية من السولار، وخايف أطلع على الطريق العربية تفصل منى زى باقى العربيات اللى واقفة بطول الطريق».
فيما اضطرت بعض محطات البنزين إلى وضع المتاريس أمام ماكينات تعبئة السولار أمام السيارات، لإجبار السائقين على عدم دخول المحطة، والتشاجر مع العمال.
وفى موقف بولاق الدكرور احتشد سائقو الميكروباص أمام السيارات، ورفض السائقون تحميل الركاب، قال جميل جابر، سائق، منذ أكثر من ٩ أيام ونحن نسعى لشراء الجاز من السوق السوداء بسبب خلو المحطات من السولار، وهناك بالفعل أشخاص يقفون بالجرادل المعبئة بالسولار لبيعها فى السوق السوداء فى المنطقة الواقعة بين بداية المحور وحتى منزل العاشر، وإذا أتاح لنا أى عامل فى محطة وقود تمويل السيارة فإنه يطلب منا مبلغاً لا يقل عن ١٠ جنيهات زائدة عن تكلفة تعبئة التانك الحقيقية.
واضطر محمد شيبة إلى الوقوف منذ الساعة التاسعة مساء حتى الثانية بعد منتصف الليل أمام إحدى محطات البنزين لتعبئة سيارته بالسولار، وبعد وصوله إلى ماكينة التعبئة أخبره عامل المحطة بنفاد الكمية، وهو ما وقع على أذنيه بمثابة الصاعقة ـ على حد قوله.
وعلى غير العادة فى هذا التوقيت من منتصف الأسبوع شهد ميدان المؤسسة زحاماً شديداً للركاب، الذين التفوا حول سيارات الأقاليم، المتراصة بطول الميدان وحتى موقف عبود، بسبب عدم قدرة السائقين على تحميل الركاب لخلو سياراتهم من الجاز.
أما عبدالصمد عبدالجواد، سائق ميكروباص فأكد أن بعض عمال محطات البنزين لجأوا إلى خلط السولار بالماء للإيفاء باحتياجات السائقين.
وفى شارع شبرا تشاجر عدد من السائقين مع عمال محطة مصر للبنزين، بسبب تزاحمهم على تعبئة السيارات بالسولار، بعد أن خلت جميع المحطات بامتداد الشارع من الجاز ـ على حد قولهم.
المصرى اليوم