ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى الحجَّام أجره، كما أثنى صلى الله عليه وسلم على تلك الممارسة، فقال : ( إنّ أَفْضَلَ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِه الْحِجَامَةُ )
تعريف الحجامة :
إن كلمة ( الحجامة ) مشتقة من حَجَمَ وحَجَّمَ، نقول : حجَّم فلانٌ الأمر أي : أعاده إلى حجمه الطبيعي ، قال الفيروز أبادي : " المصّ يحجِم ويحجُم ، والحجّام المصّاص ، المحجم والمحجمة : ما يحجم به ، وحرفته الحجامة "
فالحجامة إذًا : هي تحجيم الدم في الكمّ والكيف المناسب واللائق بالصحة ، مما يقتضي استخراجه إن كان فاسدا أو زائدًا ، وهي علميّا نوعٌ من الجراحة التي تحجم موضع الداء ثم تستخرج دمًا فاسدًا يكون فيه سبب الداء ، أو فيه إنتان بؤري يهدّد حياة الإنسان أو تخفّف من وطأة الدم وهيجانه مما يريح القلب والكبد والكلى والرئتين وكل خلايا الجسم ، مع تنشيط مراكز الطاقة في الإنسان.
أهداف الحجامة:
للحجامة هدفان لا ثالث لهما :
هدف وقائي : إنّ المرء المحافظ على عمل الحجامة بصورة دورية مستمرة ، حتى ولو لم يكن مصابًا بداءٍ معيّن ، تحفظه بإذن الله من الأمراض مثل : الشلل والجلطات وغيرها ..، وكما يقال : ( دينار وقاية خيرٌ من قنطار علاج ) ويفضل عملها سنويا على الأقل.
هدف علاجي : بعد إصابة الإنسان بمرضٍ أو ألمٍ معين ، تنفع الحجامة في رفع ذلكالمرض أو الألم ،فهناك العديد من الأمراض التي عولجت بالحجامة مثل:الصداع المزمن،وخدر وتنميلالأكتاف ، وآلام الركبتين ، والنحافة ، وآلام الرماتزمية ، والبواسير ، وعرق النسا ، وحساسيةالطعام ، وكثرة النّوم .. وغيرها العديد من الأمراض المزمنة مثل : الشلل بسبب الجلطةالدموية والتخلف العقلي .
أبحاث الطب الحديث في الحجامة :
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " إن في الحجم شفاء "
قام فريق طبي مكون من 15 طبيبا من كلية الطب بجامعة دمشق بإجراء الحجامة لأكثر من 300 شخص ، اعتمد فيها على أخذ عينات من الدم الوريدي قبل وبعد الحجامة، وبعد إخضاع هذه العينات لدراسات مخبرية كاملة تم التوصل إلى نتائج مذهلة !!
كانت النتائج أشبه بالخيال : فقد لوحظ فيها اعتدال في ضغط الدم والنبض وانخفاض في كمية السكر في الدم، وارتفاع عدد الكريات الحمر بشكل طبيعي، وارتفاع في عدد الكريات البيض، وزيادة عدد الصفيحات الدموية، كما لوحظ اعتدال شوارد الحديد بالدم، واعتدال السعة الرابطة بين الحجامة وانخفاض كمية الشحوم الثلاثية في الدم، وانخفاض الكوليسترول عند الأشخاص المصابين بارتفاعه ، فسبحان الله .
ولعظم فوائد الحجامة ، يلاحظ أي باحث بأنّ الحجامة استخدمت في الطب الحديث على نطاقٍ واسعٍ ، حتى لا تكاد تصدر مجلة طبية أو كتاب طبي في علم وظائف الأعضاء أو العلاجات ، إلا وذكر لها فوائد واستعمالات وآلات ، وطوّرت الشركات المختصة بإنتاج الآلات الطبية وسائل الحجامة ، بل وأنتجت حقيبة خاصة لآلات الحجامة .
فوائد الحجامــة
1. حالات الصداع المزمن الذي فشلت معه الوسائل الأخرى .
2. حالات آلام الروماتيزمية المختلفة خاصة آلام الرقبة والظهر والساقين.
3. بعض حالات تيبس أو تورم المفاصل المختلفة .
4. الآلام والحرقان الموجود في الأطراف خاصة مرضى السكر .
5.الضغط المرتفع .
6. بعض الحالات النفسية وحالات الشلل .
7. وقد وجد بعض المعالجين بالقرآن الكريم أن قراءة القرآن أثناء الحجامة تساعد الكثير من المرضى .
8. آلام الظهر والمفاصل والنقرس وأمراض البطن " إمساك ، عسر هضم ، عدم شهية ".
9. الأرق ومشاكل الحيض .
*والحقيقة أن فوائد الحجامة أكثر مما ذكر*
تأثير الحجامة على الجن:
الجن يتلبس الإنسان لأسباب عدة منها العين والسحر والعشق والأذى ... الخ ، ويتأثر الجان عندما تستفرغ مادة السحر والعين بالحجامة فتجد المريض في حالة اضطراب وارتعاش بل وإغماء أو حضور كامل أو جزئي قبيل وقت الحجامة .
وبعض الجن يكون مقيداً في أماكن محددة في الجسد ، وربما تكون هذه الأماكن هي مواضع الحجامة ، فأما أنه يهرب قبل الحجامة أو ينفر المريض منها ، وقد مرت علي حالات يحضر الجان حضوراً كاملاً فلا يشعر المريض بالألم حتى أنتهي منه ، وحالات يطلب خادم السحر حجامة المسحور في موضع معين من الجسم لتخفيف كمية السحر الذي يؤثر على المريض ، وهذه الأمور غيبية لا نعلم سببها ، فبعض الجن يتأذون من الحجامة وآخرون يطلبون الحجامة والنتيجة واحدة هي منفعة المريض بإذن الله تعالي .
ومن المعلوم أن الجان يجري من ابن آدم مجرى الدم كما ورد في الحديث ، ولعله يتسبب في ترك بعض الأخلاط الضارة في عصب وعضل وعروق الإنسان ، والحجامة تستفرغ هذه الأخلاط إذا ما وقعت عليها .
الحجامة وتأثيرها على العين :
إن العين إذا أصابت الإنسان يكون لها حيزاً وجرماً داخل جسم الإنسان ، إما على شكل بخار أو سائل أو زلال ، ومع الرقية تخرج على شكل رشح " عرق" أو على شكل بخار مع التثاءب أو على شكل زلال مع البلغم والإسهالات ، ويستفاد من الحجامة بأنها تمتص العين أو بعضها من الأماكن القريبة من سطح الجلد إذا ما وقعت عليها .
الحجامة وتأثيرها على السحر :
الحجامة تنفع في استفراغ السحر المأكول والمشروب والمشموم والمرشوش على الجسم " الداخلي عموما ".
فالسحر بعد أن يؤكل أو يشرب يستقر في البطن وينتشر مع الدم إلى معظم أعضاء الجسد ، ويكون في مواضع أكثر من غيرها على حسب أوامر السحر ، والحجامة تنفع كثيراً في استفراغ مادة السحر القريبة من سطح الجلد ، ولكنها لا تصل إلى السحر في أعماق البدن كالذي في أعماق البطن والصدر على الرغم أنه يأذن الله تعالى بأن يستفرغ المسحور أوي يحصل له إسهالا على إثر الحجامة ، وعموما هي نافعة جداً بإذن الله تعالى في استفراغ مادة السحر إذا ما تابع المسحور الحجامة على مواضع العقد والألم ومجامع السحر ....
منقوووول