سبيل الخير مراقب عام اقسام الرقية الشرعية
الجنس : عدد المشاركات : 79 العمر : 73 جنسيتك : مصر علم دولتك : عارضة الطاقة : تاريخ التسجيل : 13/09/2010
| موضوع: مراتب التوحيد الخميس 21 أكتوبر 2010, 5:06 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
صحيفة مراتب التوحيد
الحمد لله الذي شرح صدورنا بالإسلام ، وعلمنا مكارم الأخلاق بالإقتداء بسيد الأنام ، نبينا محمد وآله وصحبه الكرام . أعلم يا حبيب إن لتوحيد الله تعالى مراتب وذلك حسب ذاته المقدسة و حسب تجلّي الله تعالى وظهور سلطانه وقدرته في الوجود ، كما أن حسب ما يضاف إليه من خلقه نتعرف على مراتب من التوحيد مضافة إليه سبحانه ، و حتى يتم كتابنا (( صحيفة التوحيد )) ـ بإذن الله تعالى ـ سوف نذكر موجز البحوث التي سنقدمها لكم في المستقبل في موضوع الإلهيات والبحوث المتعلقة بها ، ولما كان الميسور لا ترك بالمعسور نضع بين يديك هذا المختصر في مراتب التوحيد : الأولى : توحيد الله تعالى في مرتبة الذات المقدسة : الثاني : توحيد الله تعالى في صفات العليا و أسمائه الحسنى : الثالث : توحيد الله في أفعاله : الرابعة : مرتبة توحيد الله في العبادة : الخامس : التوحيد في الولاية التشريعية :
الأولى : توحيد الله تعالى في مرتبة الذات المقدسة : و هو ما يخص بمرتبة الذات المقدسة التي لا معرفة لأحد بحقيقتها وكنهها ، إلا بما أخبرنا الله تعالى في كلامه المجيد في القرآن الكريم ، ووفق ما علمنا نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم وما جاء من التوضيح والشرح والتفسير في الأحاديث والكلمات المعتبرة عنه أهل بيت النبي الطيبين الطاهرين . والمقصود من توحيد الذات المقدسة : يتم بيانه في مرتبتين : الأولى : توحيد الله في بساطة الذات المقدسة : وهو أن نؤمن بأن الذات المقدسة لله تعالى بسيطة غير مركبة من أجزاء ولا ينالها التبعيض ولا التحليل والتغيير ، بل وجوده تعالى بسيط بمعنى غير مركب من أجزاء كما أنه تعالى لا بعض له من يد ورجل ووجه ولسان وغيرها من الجوارح ، كما أنه تعالى لا ينفصل من شيء ولم ينفصل منه شيء ولا صاحبة له ولا ولد ولا أب ولا أم ولا خالق له ويسمى هذا التوحيد بالتوحيد في الأحدية. الثانية: توحيد الله في نفي الشريك له : هو أن نؤمن بأن الله واحد لا شريك له ولا نظير ولا ويتصور له شبيه ولا مثيل ولا وزير ولا ند ، وهذا المسمى بتوحيد الذات بنفي الشريك والمثيل حيث إن لا ثاني له تعالى في الوجود ولا غير الله تعالى في الوجود مستقل بذاته ، وكل الوجود من فيضه تعالى وتجليه محتاج إليه كما سيأتي ، ويسمى التوحيد في الواحدية . وخلاف هذا يكون شرك في توحيد الذات والعياذ بالله تعالى إما شرك في الاحتياج وعدم غنى الذات بذاتها أو شرك بالمثيل والند .
الثانية : توحيد الله تعالى في صفات العليا و أسمائه الحسنى : وحيث أن لله أسماء حسنى وصفات عليا كثيرة مثل العلم والحياة والقدرة والسمع والبصر والإرادة ، وغيرها كالعلي والعظيم والواحد و الأحد المعبر عنها بالأسماء الحسنى والصفات العليا وإن كانت متعددة بالمفهوم إلا أن مصداقها واحد ، يعني أن صفات الله التي تتصف بها الذات المقدسة بعينها ونفس وجودها وأن تعددت الأسماء وتكثرة الصفات الإلهية بحسب المفهوم إلا أنها بحسب المصداق واحدة غير متكثرة ولا أنها غير الذات ولا زائدة عليها . والقول بتعدد الصفات الإلهية على أنها زائدة على الذات على نحو يوجب تعدد وجود الذات المقدسة شرك وهذا يكون النوع الثاني من الشرك المخالف للتوحيد الصفاتي للذات المقدسة لله تعالى . وأما صفات الأفعال مثل الخالق والرازق والمنعم المنتزعة من مقام الفعل والخلق والإيجاد للكون فهي متكاثرة حسب إضافتها لكل فعل من أفعاله تعالى وبحسب المفهوم المضاف إليه من الموجودات المخلوقة له تعالى وأفعالها . ومن يخالف هذا المعنى يكون مشرك في التوحيد لله تعالى في ذاته وصفاته . ولنا شرح مفصل للأسماء الحسنى سوف نضعه بين يديكم إن حالفنا التوفيق .
لثالثة : توحيد الله في أفعاله : توحيده سبحانه في فعله يعني أنه لا مؤثر بالذات _ في الوجود _ إلا الله وحده الذي لا يحتاج إلى معونة أحد أو شيء غيره في الإيجاد والتأثير وخلق الكون وأجزاءه . والله سبحانه خلق الموجودات مع خواصها وأعطاها إمكانية الفعل ، والكل مستنده في وجودها لله تعالى غير مستقلة في فعلها عنه وهو تعالى قيوم عليها . فهنا نوعان من التوحيد : أحدها : توحيد في الخالقية للوجود وإيجاد الموجودات : والثاني : توحيد في الربوبية والتدبير والمالكية والقيومية لله تعالى على جميع خلقه: و مخالفة ما مرّ يترتب عليه قسمين من الشرك : الأول : هو إعطاء خلق وتأثير وإيجاد لمخلوق لغير الله فيكون شرك في الخالقية والإيجاد والتأثير . الثاني : هو إعطاء استقلال لموجود غير الله تعالى في أفعاله فهو شرك في مالكية الله تعالى للوجود وهو يكون شرك بالربوبية والتدبير والقيومية لله تعالى . وهذا النوع من الشرك الخفي وقع فيه كثير من المذاهب حيث يتصور فيه في الوهلة الأولى أن معنى لا مؤثر في الوجود إلا الله تعالى ، أن الله تعالى يفعل بدون سلسلة العلل والأسباب والمؤثرات الطولية والمسماة بالشفعاء الكونية المخلوقة له أيضا كالملائكة المأذونة ويعتقد خطأ أنها لا تفعل بالقدرة المستمدة من فيضه تعالى ، وكذا باقي المخلوقات التي تستمد القوة منه تعالى لأفعالها في كل لحظة أنها غير فاعلة ولا مؤثرة ولا ينسب لها فعل ، وإن فعل الموجودات كوجودها لا ينسب إلا لله تعالى ولا ينسب لها أيضاً ، كما يتصور أن الله تعالى أجبر الخلق على أفعالهم ويعاقب المتصف فعله بالمعصية والمخالفة لأوامره ويكون الله الفاعل والمعاقبَ غيره على قولهم . والحق في هذا ستطلع عليه في مبحث العدل الإلهي إن شاء الله والإيمان الحقيقي أنه لا جبر والتفويض ، وأن كل الوجود مخلوق لله تعالى ويفعل أفعاله بالقوة المستمدة منه تعالى والمخلوق المكلف غير مجبور ولا تام الاختيار بل الله تعالى أعطاه القوة والاختيار ليعمل ويثاب إن أطاع ويعاقب إن عصى كما يستطيع الله تعالى أن يسلب القدرة والاختيار من أي موجود متى أراد سبحانه . وعلى هذا يكون الإيمان الحق في التوحيد الأفعالي لله تعالى أن الله سبحانه خالق جميع الموجودات وأقدرها على أفعالها وهي تستمد الحيل والقوة منه تعالى في كل لحظة والمكلف من الموجودات الله سبحانه يعطيه القدرة وكذا والاختيار لأفعاله .
الرابعة : مرتبة توحيد الله في العبادة : وهو يجب ان نؤمن بأن العبادة لا تكون إلا لله وحده . وذلك لأن لا يستحق أحد أن يتخذ معبوداً مهما بلغ من الكمال والجلال ومهما حاز من الشرف والجاه إلا الله تعالى . وذلك لأن الخضوع بالعبودية لا يجوز لأحد ألا أن يوجد فيه ميزتان يستحق بهما أن يعبد لأجلهما : الأولى : أن يبلغ الذي يعبد ( المعبود ) حداً من الكمال المطلق المتناهي يخلو معه من العيب والنقص والاحتياج للغير . الثاني : أن يكون المعبود الذي يجب أن يتوجه له بالخضوع والعبادة بيده مبدأ الوجود وتربيته و إيصاله لكماله وغايته بما في ذلك الإنسان ومنشأ حياته فيكون هو خالقه ورازقه ومنعم عليه نعم لا تحصى . و كل من وجد هذان الوصفان يستحق أن يعبد . وهذان الوصفان لا يوجدان إلا في الله تعالى ولا يوجدان في غيره تعالى ولا حتى وصف واحد منها لا يوجد لغيره تعالى مهما كان شرفه في رتبة الوجود والخلق . وعليه كل من يعبد غير الله تعالى فهو مشرك بالعبودية والعياذ بالله من الشرك بالله تعالى .
الخامسة : التوحيد في الولاية التشريعية : وحيث أشرنا للولاية التكوينية في التوحيد الأفعالي . هنا نذكر وجوب توحيد الله في الولاية التشريعية ، وهي التي بها تنضم شؤون الفرد والمجتمع في جميع مجالات حياته الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والعسكرية والقضاء والحكومة وكيفية إقامة العبودية لله وطريقاها من الأحكام الشرعية . ويمكن حصر هذا النوع من التوحيد بأقسام ثلاثة :
أولها : التوحيد في الحاكمية لله تعالى : أن الولاية في الأرض والحكومة لابد أن تكون بأذن الله ومن يخوله الله تعالى للحكومة ، لا على نحو ما قال الخوارج ( أن لا حكم إلا لله يا علي ولا لأصحابك ) ، وذلك لأن الله تعالى لا يباشر الناس بالحكومة ، بل يبعث أنبياء هم يحكمون بين الناس وهم الذين يعينون الحكام بعدهم لكي لا يقع الناس في الاختلاف والهرج والمرج والصراع على الحكومة ، وتحصل المفاسد العظيمة . ومن لا يرى لله هذا الحق من الحاكمية والتدبير الشرعي لله تعالى فهو مشرك من هذه الناحية والعياذ بالله منه يعني مشرك في حاكمية الله تعالى وولايته في تدبير خلقه .
ثانيها : توحيد الله تعالى في الطاعة : كما يجب أن نطيع الله بالحاكمية فلا يجوز إطاعة غيره تعالى ولا يجوز أخذ الأوامر إلا منه ، ولما كان هو تعالى لا يباشر الناس بل يبعث أنبياء فيجب أطاعت الله من خلال إطاعة الأنبياء ومن يخولونهم كامتداد لهم ولتبليغ تعاليمهم التي جاءتهم من الله تعالى ، وهذه الطاعة للأنبياء والأئمة المنصوبين من قبل الله تعالى ليست طاعة لهم على نحو الاستقلال ، بل باعتبار امتثال لأمر الله بإتباعهم وتكون طاعتهم هي طاعة الله تعالى ، وذلك حيث أنه سبحانه أمر بوجوب اتباعهم واخذ أحكامه الحقيقية منهم لا من غيرهم ، وذلك لكي لا يختلف الناس ويدعي كل واحد حق الطاعة له دون غيره ، فلذا لا تكون الطاعة إلا لله ومن يخوله حق الطاعة بإذنه . ومن لا يقبل هذا المبدأ فهو مشرك بالله تعالى من هذه الناحية. يعني مشرك في طاعته تعالى والعياذ بالله .
الثالث : توحيد الله تعالى في التقنين والتشريع : وهو أن نؤمن بأن الله تعالى هو وحده المشرع للقوانين والأحكام التي توصل لعبوديته ، وكذا ما يتعلق بها من القوانين المنظمة لحياة البشر ليتمكنوا من إقامة العبودية له وبالتالي ليتوصل الإنسان لسعادة الدنيا والآخرة ، ولا يجوز لأحد غير الله تعالى أن يقيم التشريع ولا سن الأحكام والقوانين من عنده بدون أذن الله تعالى . وكل من يسن تشريع مخالف لأحكام الله فهو مشرك من هذه الناحية وكل من يطيع مشرع غير الله أشرك بالله من هذه الناحية يعن أنه مشرك بالله تعالى من ناحية طاعته تعالى بالتقنين والتشريع .
هذه أنواع التوحيد و أقسامه ومراتبه باختصار وإيجاز يجب الإيمان بها كلها من غير تبعيض ، وعدم الإيمان بواحدة منها أو من فروعها يعتبر شرك بالله تعالى والعياذ بالله من الكفر والشرك والمعصية .
وطبعا من المتعارف تسبق مباحث التوحيد بعض الأمور المتعلقة به ، مثل ما فائدة معرفة بحث التوحيد أو أصول الدين وما يتعلق بها ، و مثل بحث وجوب المعرفة ، ويجب أن تكون بالدليل ، وأنه لا يجوز التقليد في أصول الدين ، وإن كان يمكن الاستفادة من الأدلة التي يقيمها العارفين ويأخذها الإنسان لا على نحو التقليد بل على نحو أنها أدلة مقنعة يمكن الاعتماد عليه والاحتجاج بها بينه وبين نفسه وأمام الناس و أمام الله وفي جميع المواقف ، وبعض الناس يكتفي بدليل بسيط ، مثل أن البعرة تدل على البعير والآثار في الطريق تدل على المسير فسماء ذات أبرج وأرض ذات فجاج أيضاً تدل على وجود الله القادر المتعال ، والبعض الآخر لا يقتنع ألا أن تقام عنده أدلة فلسفية وبحوث معمقة ، وعلى كل حال كل إنسان حسب حالة يجب أن يكون بين يديه دليل مقنع له ولوجدانه على كل أصل من أصول الدين الخمسة سواء في ذلك التوحيد والنبوة والإمامة والمعاد ولعله تجد بعض الأدلة في البحوث المختصرة التي نضعها في وجوب المعرفة أو المختصر في معنى التوحيد إن شاء الله تعالى . وسوف نبحث هذه الأصول ونتوسع بها في المستقبل إن شاء الله ونضعها بين يديكم لمساعدتنا في تعلمها وتعليمها ونشرها وترويجها ، والأخذ بأدلتها المقنعة وبراهينها الممتعة ، وأسل الله أن يوفقنا لنشرها ووضعها بيد الطيبين من الأخوة سواء الزوار لموقعنا هذا أو في كتاب يجمعها والله الموفق لكل خير . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
سبيل الخير[center] | |
|
حسام المصرى عضو VIP
الجنس : عدد المشاركات : 297 العمر : 48 جنسيتك : مصر علم دولتك : عارضة الطاقة : تاريخ التسجيل : 23/01/2010
| موضوع: رد: مراتب التوحيد الثلاثاء 26 أكتوبر 2010, 5:34 am | |
| | |
|