انها قصتي (قصة عاير سبيل )

أيها القارئ الكريم 00 يا من توقفت خطواتك عند فضاء مفرداتي 00
أرجو أن تقرأني بقلبك 00 بإحساسك 00 فهاهنا ليس بعض منّي 00 بل جلُ مني 00
فترفق 00 وتمهل 00 وبالرحيل لا تتعجل 00
ودع طيفك يؤنس وحدتي 00 ويبقى رسمك زاداً 00 احمله في رحلتي 00

نطوف في البلاد 00 ترفعنا نجاد 00 وتحطنا وهاد 00 تارة يلهبنا الحرر 00 وأخرى نستظل بالشجر 00
أقدامنا قد دميت من الأشواك وأنهكها السفر 00 وما زلنا نمشي 00
نلتقي بعيون كثيرة تدور في محاجرها دون توقف 00
ترقبنا عن بعد وعن كثب 00 تريد أن تسأل فتقترب أكثر 00
ثم يظهر السؤال فيها 00 من أنت ؟؟؟
ولكن يدهشها الجواب 00 وتظل معلقة بأهدابنا إلى أن نغيب ونختفي في زحام لا ينتهي 00
حيث نكمل المشوار بين كائنات تتحرك في جميع الاتجاهات بهدف ومن غير هدف 00
تظهر وجوه ثم تختفي وتعود للظهور بأشكال أخرى مختلفة ويبقى السؤال دائماً من أنت ؟
وما زلنا نسير 00ولا نتوقف 00 وعيوننا تبحث 00 وليتها تجد ما تبحث عنه 00
إلى متى سنظل نسير أيها القلب ؟؟ ألن تكف عن الترحال ؟؟
ولكن أين المقر ؟؟ أين الآمال ؟؟
كانت كؤوسي مترعة بالأماني 00 ولكنها كؤوس من زجاج 00
تحطمت على صخرة يأسي وترحالي 00
مسكين أيها القلب 00 ما الذي أصابك ؟؟
هل أرهقتك الأحزان ؟؟ أم انه هجر الخلاّن ؟؟
لا تحزن 00
فما أن إلا عابر سبيل 00 وعابر السبيل ليس له في الأنفس والقلوب مكان 00 يتلاشى كما يتلاشى الشفق الأحمر بعد الغروب في يوم رحيله 00 ويصبح ذكرى منسية 00
عابر السبيل 00 الدائم الترحال 00 من غير زاد ولا مال 00 يقلبه الدهر من حال إلى حال 00
يسمو به شبراً ثم يلقيه في أغوار الأوحال 00 أصبحت ضحكة أعماقه وسرور قلبه من المحال 00
ومع ذلك فهو رحّال 00 يطوي أراضي وسهول وجبال 00 ينساب على شفتيه لحن وموّال 00
ينشده كلما اشتد به الحنين وطال 00 أو بعد عنه الأحبة واستكثروا عليه الوصال 00
فآه في أوله 00 ولوعة واحتراق عند مطلعه 00 وطعنة الخليل في آخره 00
وبذلك قد كمل الموال 00 ولم يبق إلا الإنشاد على شاطئ حياته المحترقة في وسط الرماد 00
نار 00 نار تلهب القلب وليس إلى إطفائها من سبيل 00 ويقف ذلك الرماد الآدمي على حطام حياته المحترقة 00 يرقبها بعينه الكسيرة 00 يخاف أن تنساب دمعة من عينيه 00 حتى الدموع حرم منها 00 لأنه يخاف أن تسقط معها صورة الخل البعيد 00
أين أنت يا من قلت بأنك عنّي لن تبعد 00
ومهما فرقتنا الليالي في وجه الدهر سوف تصمد 00
وسوف تحل كل ما كان الزمن يعقد 00
آه وألف آه 00 تمتد عبر المدى المطبق 00 زفرات وزفرات يمتصها الليل بعمقه البهيم 00 وظلمته الحالكة 00 لا أدري إلى أين يحملها 00 ربما إليك 00 ولكنك غافل عنها أشد الغفلة 00 بعيد عنها أشد البعد 00
حسرة وأحزان تعكس فوق الحقيقة الوهمية سعادة كنت أرجو أن تتحقق 00
ولكن أية سعادة تلك التي ارجوها وأي خل ذلك الذي اعتب عليه 00
فما انا إلا عابر سبيل ينقل خطاه الوئيدة في أرض التيه والعذاب 00
تسطر خلف ممشاه الدماء 00 وتحكي قصة عابر سبيل مر من هذا المكان 00
وتتبلور قطرات دمائه مع حبات الرمل لتضع خاتمته الأبدية 00
ولكنها قصة تحكى في جنبات الليل الساجي 00
تتردد أصداؤها في جوانب حروفها فلا تسمعها الا الظلمة التي تقتل الصوت وتخنقه لئلا يظهر الى النور او تسمع به الآذان 00
أما هناك وعند المكان الذي تتلاشى فيه الأشعة وتموت عنده الأضواء 00
فقد حفر لنفسه قبراً ومضى ليكمل رحلته ليعود في آخر رحلاته الى نفس المكان ويرقد في هذه الحفرة التي حفرها بيديه لتنتهي قصته بعيداً 00 حيث السكون المميت 00 والبعد السحيق 00
وما زال عابر السبيل يطوف ويرحل 00
ومازال لحنه ومواله يتردد بين شفتيه 00 وفي كل رحلة يزداد الموال بيتاً 00
فمتى تمت القصيدة واكتمل الموال 00 عندها سيختفي عابر السبيل 00
ويبقى الموال ينشده الليل الطويل 00
ويبكي في هدوء 00
وترى دمعاته على أوراق الأزهار في الصباح الباكر من كل يوم 0000

مع تحيات

عابر سبيل