نيويورك (ا ف ب) - سقطت طائرة تابعة لشركة الطيران الاميركية "يو اس ايرويز" الخميس في مياه نهر هدسون البالغة البرودة في نيويورك الا ان كافة الركاب وعددهم 155 نجوا من الحادث باعجوبة.
وتوقفت محركا طائرة "الايرباص ايه 320" التي كانت تقل 150 مسافرا وخمسة من افراد الطاقم في وقت واحد وهو امر نادرا ما يحدث بعد دقائق من اقلاعها من مطار لاغوارديا على مشارف مدينة نيويورك.
واشارت معلومات اولية لهيئة الطيران الفدرالي الى ان توقف المحركات يعود الى اصطدام الطائرة بسرب من الطيور الا انه لم يتم تاكيد ذلك.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]واستبعدت الهيئة ان يكون الحادث ناجما عن عمل ارهابي.
ولقي قائد الطائرة المديح لعمله البطولي بالهبوط بالطائرة بسلام في نهر هدسون قبالة مانهاتن بعد توقف محركي الطائرة بعد ثلاث دقائق من اقلاعها في طريقها الى شارلوت في كارولاينا الشمالية.
واشاد الرئيس الاميركي جورج بوش "ببراعة وبطولة طاقم الطائرة واخلاص وتفاني عمال الانقاذ".
وقال مايكل بلومبرغ ريس بلدية نيويورك انه لم يتم ابلاغه بوقوع اي اصابات خطيرة بين الركاب.
وقد اصيبت احدى افراد الطاقم بجرح في ساقها وعولج عدد من الركاب من تعرضهم لدرجات الحرارة المنخفضة جدا.
وفي اللحظات التي اعقبت سقوط الطائرة تجمع عشرات من الركاب على جناحي الطائرة على امل ان يتم نقلهم بالقوارب قبل غرق الطائرة.
واظهرت لقطات بثتها محطات التلفزيون الركاب وهم يصطفون على جناح الطائرة ومياه النهر تضرب اقدامهم اثناء انقاذهم.
ووصل محققون الى نيويورك في وقت متأخر من الخميس للتحقيق في سبب الحادث.
ودلت مؤشرات اولية الى اصطدام بين محرك واحد على الاقل بطيور كانت تحلق في مسار الطائرات على مشارف نيويورك. وقالت لورا براون المتحدثة باسم هيئة الطيران الفدرالي انه "وردت تقارير عن سرب كبير من الطيور في المنطقة (...) ولكن ليس لدينا اي مؤشر على سبب الحادث".
وقال بلومبرغ انه "لا يوجد اي مؤشر مطلقا" على عمل ارهابي. واضاف ان الخبراء "متاكدون بشكل شبه تام وحتى قبل انتشال الطائرة من المياه ان الامر كان مجرد حادث".
وقال احد المسافرين ويدعى البرتو بانيرو لشبكة سي ان ان الاخبارية انه سمع دويا قويا عقب الاقلاع. واضاف ان "الطائرة اهتزت قليلا وعلى الفور انتشرت رائحة دخان او نار وبدأت الطائرة بالتحرك في اتجاه اخر".
وتابع "فجأة قال قائد الطائرة +اتخذوا وضع الهبوط الطارئ+ وعند ذلك علمنا ان الطائرة تسقط بنا في المياه. وفجأة اصطدمنا وبقيت الطائرة كما تعلم عائمة واستطعنا جميعا ان نركب القوارب -- وانه امر لا يصدق ان الجميع خرجوا من الحادث احياء".
والعامل الاخر الذي لعب دورا في انقاذ الركاب اضافة الى مهارة قائد الطائرة هو سرعة المنقذين ومن بينهم طاقم سفينة ركاب كانت تعبر نهر هدسون.
وحلقت مروحيات الشرطة فوق الطائرة وتجمعت اربع سفن كبيرة والعديد من القوارب في المياه المحيطة بالطائرة. والقى حرس الشواطئ سترات انقاذ في الماء للناجين في الوقت الذي وصلت فيه درجات الحرارة الى درجة التجمد.
ومع هبوط الليل اشعلت سفن الركاب والقوارب انوارها لتقود الطائرة التي فرغت من ركابها الى الشاطئ لمساعدة التحقيق في الحادث.
وتصل درجات الحرارة في يوم شتاء عادي الى ست درجات تحت الصفر في الخارج واربع درجات تحت الصفر في المياه ما جعل من الضروري اخراج الركاب قبل ان يصابوا بانخفاض درجة حرارة الجسم.
وقال الركاب انهم قفزوا من الطائرة الى قوارب النجاة مباشرة دون ان يضطروا الى النزول الى المياه.
وصرح متحدث باسم دائرة الاطفاء لوكالة فرانس برس ان 106 على الاقل من رجال الاطفاء شاركوا في عملية الانقاذ ووصلوا الى مكان سقوط الطائرة خلال دقائق من ابلاغهم عن الحادث عند الساعة 15,31 بالتوقيت المحلي (20,31 تغ).
وقال الشاهد العيان بين فونكليمبرير لشبكة سي ان ان "شاهدت ما بدا وكانه طائرة ركاب صغيرة تحلق جنوبا وتقوم بهبوط تدريجي". واضاف "رأيتها تسقط في المياه (...) ولكن بزاوية تدريجية تماما. وبدا وكان اطارات الهبوط لم تنزل".
وياتي هذا الحادث بعد 27 عاما ويومين من سقوط طائرة بوينغ 222-737 تابعة لخطوط "اير فلوريدا" في جسر شارع 14 في واشنطن في نهر بوتوماك فور اقلاعها في عاصفة ثلجية في 13 كانون الثاني/يناير 1982. وقتل في الحادث 78 شخصا من بينهم اربعة سائقين كانوا على الجسر في ذلك الوقت.