[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يوميات محتسب فى رمضان للشيخ هانى حلمىماذا يعني الاحتساب ؟حبيبي على درب الله ..
يقول أهل العلم أنَّ الاحتساب هو : " المبادرة إلى طلب الأجر وتحصيله باستعمال أنواع البر والقيام بها على الوجه المرسوم فيها طلبًا للثواب المرجو منها "
أي أنَّ الاحتساب هو أن تنوي وتطلب الثمرات التي تُرجى عند القيام بالعمل الصالح ، وهذا - بطبيعة الحال - يكون محله القلب لا اللسان ، فتهفو النفس ، ويتطلع القلب ، ويعزم على نيل هذه المطالب العظيمة من وراء هذا العمل الصالح .
ولذلك رغبنا الله إلى طلب الجنة والعمل لها . قال تعالى : ] ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا [[الإسراء : 19] فأخبر أن السعي المشكور : سعي من أراد الآخرة .
وقال تعالى : ] وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ [[آل عمران/145 ]
ومن هنا رُتِّب على القيام بالأعمال منح عظيمة ، حتى يحتسبها العبد الصالح ، فتكون حافزًا له ، يسوق بها نفسه إلى الله .
أخي الحبيب ..
إنَّ في الاحتساب فوائد عظيمة :
(1)امتثال أمر الله ومتابعة رسوله r .
(2)وهو دليل على كمال الإيمان وحسن الإسلام .
(3)ومدعاة للإخلاص ، والبعد عن شبه الرياء ، فلا تريد من أحد جزاءً ولا شكورًا .
(4)ومن علامات حسن الظن بالله .
(5)ويزيد المرء ثقة بربه ، ويجعله قرير العين ، مسرور الفؤاد بما يدخره عند إلهه وسيده ومولاه .
(6)وهو يزكي العمل ، فيتضاعف الرصيد الإيماني .
(7)وهو سبب لتقوية العزم ، وشحذ الهمم .
(8)وهو يزيد العبد رفعة عند ربه .
قال r لسعد بن أبي وقاص t : ] إنَّك لن تخلف عملاً تبتغي به وجه الله إلا ازددت به درجة ورفعة [[ رواه البخاري ]
(9) والمداومة على " الاحتساب " تجعل حياتك كلها طاعات ، والطاعة طريق موصل إلى محبة الله تعالى ، وحينها لا تسأل عن النعيم .
(10) بالاحتساب توهب لك أعمالك عند طروء عذر شرعي منعك من القيام به .(1)
قال r : ] إذا مرض العبد أو سافر : كُتب له مثل ما كان يعمل صحيحًا مقيمًا [[ رواه البخاري ]
أخي الحبيب ..
لذلك فإنَّ دراسة " المقاصد والنيات " للأعمال من أهم ما ينبغي لعمَّال الآخرة أن يعالجوه .
عن يحيى بن أبي كثير قال : " تعلموا النية فإنها أبلغ من العمل "
فعلينا أن نتعلم كيف نستحضر نوايا في الأعمال ، وهذا يحسن بمطالعة كلام السلف في أسرار الطاعات والعبادات ، وجمع الفضائل التي ذكرها الشرع في كل عمل ، ثمَّ عقد القلب على تلك النيات .
ولربما تسأل : لماذا لا تجد – مثلاً – في كلام السلف ما ينبغي احتسابه عند كل عمل طالما للاحتساب هذه المنزلة ؟
والجواب : أنَّ هؤلاء كانوا أصحاب قلوب طاهرة نقية ، قلوب تعلقت بالله ، فخرج منها النور ، فكانوا محتسبين بالفطرة
عن أبي بن كعب t قال : كان رجل من الأنصار لا أعلم أحدا أبعد من المسجد منه ، كانت لا تخطئه صلاة ، فقيل له : لو اشتريت حمارا تركبه في الظلماء وفي الرمضاء .
فقال : ما يسرني أن منزلي إلى جنب المسجد إني أريد أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي .
فقال رسول الله r : قد جمع الله لك ذلك كله
وفي رواية : فتوجعت له فقلت له يا فلان لو أنك اشتريت حمارا يقيك الرمضاء وهوام الأرض قال : أما والله ما أحب أن بيتي مطنب ببيت محمد r قال فحملت به حملا حتى أتيت نبي الله r فأخبرته فدعاه فقال له مثل ذلك وذكر أنه يرجو أجر الأثر فقال النبي r:]لك ما احتسبت [[رواه مسلم وابن ماجه بنحو الثانية وصححه الألباني (308) في صحيح الترغيب ]
فهذا حالهم ، أمَّا نحن فنحتاج أن نتعلم كيف ننوي ونحتسب ونجاهد أنفسنا على هذه المعاني حتى تخرج منها سجية .
فتعالوا بنا نفتح صفحات الأعمال الصالحة التي ينبغي أن نقوم بها في رمضان على جناحي " الإيمان والاحتساب " سائلين الله التوفيق والرشاد ، إنَّه ولي ذلك والقادر عليه .
(1) راجع موسوعة " نضرة النعيم " (2/66) ، (7/2698) ، و" كيف تحتسبين الأجر في حياتك اليومية " ص (19-22)
يوم المسلم يبدا من المغرب الى المغرب مع أذان المغرب الآن دخل عليك رمضان ، فأكرم به من زائر ، ويا لها من نعمة !! قد بلغك الله تبارك وتعالى بمحض فضله وجوده وكرمه هذا الشهر الأعظم فليمتلأ قلبك بشكره ، وليصدق لسانك قلبك فاللهم لك الحمد والمنة ، فهذا أوان غيث الرحمة ، وحصول المغفرة ، والعتق من النيران .
قال r : ] إذا كانت أول ليلة من رمضان صفَّدت الشياطين ، ومردة الجن ، وغلِّقت أبواب النار فلم يفتح منها باب ، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب ، ونادى مناد يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر ، ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة [[ أخرجه ابن ماجه وصححه الألباني (1331) في صحيح ابن ماجه ]
فمع التكبيرة الأولى لأذان المغرب من الليلة الأولى من رمضان ليكن شغلك الشاغل وسؤالك الدائم الدائر في أعماق قلبك : كيف أشكر هذه النعمة ؟
ابدأ في ترديد الأذان :
( الله أكبر ) من كل ما يشغلني عنه من دنيا ومنصب ومال وعمل وزوجة وأولاد وأقارب وأصدقاء
( الله أكبر ) ما أعظمه من إله كريم يجزل العطاء مع تقصير العباد ويتنزل علينا بالرحمات وذنوبنا ملء الأرض والسموات .
وهكذا فامض مع كلمات الأذان فيشهد قلبك ولسانك بالشهادتين ، فلا إله معبود بحق إلا الله ، فلن أخضع إلا له ، ولا أحب أحدًا لذاته إلا هو سبحانه ، فهو قصدي وإرادتي ، ولا سبيل يهديني إلا سبيل النبي محمد r ، فلا هَدي إلا هديه ، ومتابعته هي النجاة في تلك الأرض الفلاة .
(حي على الصلاة ) وكيف لا أجيب يا رب وهذا نداؤك لأقرب منك ، والصلاة صلة العبد بربه ، (حي على الفلاح ) فما تعس ولا شقي أحد عرفه وذاق لذة القرب منه سبحانه ، وكيف يخسر من كان الله وليه ؟! ثمَّ عود إلى التعظيم والتوحيد فحولهما ندندن .
فإذا كان مغرب الأيام التالية فأبشر إنَّها لحظة العتق فلتُعمل قلبك ولسانك وألح في الدعاء أن يعتق الله رقبتك في هذه الليلة ، وهكذا كل ليلة .
قال r : ] إنَّ لله تعالى عند كل فطر عتقاء من النار و ذلك في كل ليلة [[ أخرجه ابن ماجه وحسنه الألباني (2170) ]
إنها لحظة الفرح والسرور ، قال تعالى : ] قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} [ يونس : 58 ]
قال r : ] و للصائم فرحتان يفرحهما : إذا أفطر فرح بفطره ، و إذا لقي ربه فرح بصومه [
[ متفق عليه ]
إنها لحظات تُستجاب فيها الدعوات ، فلا تغفل في هذه اللحظة ، بل الهج بالدعاء والذكر .
قال r : ] ثلاث دعوات مستجابات : دعوة الصائم ، و دعوة المظلوم ، و دعوة المسافر[
[ أخرجه البيهقي والعقيلي وصححه الألباني (3030) في صحيح الجامع ]
أو فطِّر فيها صائمًا ، اخرج إلى المسجد أو الشارع ، واحمل معك بعض أكياس أو أكواب ( التمر ) واحتسب أجر هؤلاء الصائمين في ميزان حسناتك إن شاء الله تعالى .
قال r : ] من فطَّر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا [
[ رواه الترمذي والإمام أحمد وابن ماجه وصححه الألباني (6415) في صحيح الجامع ]
فأفطر وتعجل فإنَّها السنَّة ، وفيها مخالفة للمغضوب عليهم
قال r : ] لا يزال الناس بخير ما عجَّلوا الفطر [[ متفق عليه ] وفي رواية ابن ماجه ] فإن اليهود يؤخرون [[ حسنه الألباني (7695) في صحيح الجامع]
ولا تنس السنة فقد كان r إذا أفطر قال : ] ذهب الظمأ ، و ابتلت العروق ، و ثبت الأجر إن شاء الله [[ رواه أبو داود وحسنه الألباني (4678) في صحيح الجامع ]
وأفطر على تمر أو رطب أو جرعة ماء .
كان رسول الله r يفطر قبل أن يصلي على رطبات ، فإن لم تكن رطبات فتمرات ، فإن لم تكن حسا حسوات من ماء [ رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن، وحسنه الألباني (1077)في صحيح الترغيب ]
ومع الأذان لا تنس َ أن تردد كلمات الأذان ، وقل : و أنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، و أشهد أن محمدا عبده و رسوله ، رضيت بالله ربا ، و بمحمد رسولا ، و بالإسلام دينا ، ثمَّ صلَّ على النبي محمد وسل الله له الوسيلة .
واحتسب : (1) دخول الجنة .
قال r : ] إذا قال المؤذن : الله أكبر الله أكبر فقال أحدكم : الله أكبر الله أكبر ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله قال : أشهد أن لا إله إلا الله ثم قال : أشهد أن محمدا رسول الله قال : أشهد أن محمدا رسول الله ثم قال : حي على الصلاة قال : لا حول و لا قوة إلا بالله ثم قال : حي على الفلاح قال : لا حول و لا قوة إلا بالله ثم قال : الله أكبر الله أكبر قال : الله أكبر الله أكبر ثم قال : لا إله إلا الله قال : لا إله إلا الله من قلبه دخل الجنة [[ رواه مسلم ]
(2) أن يغفر الله لك ما تقدم من ذنبك .
عن سعد أنَّ رسول الله r قال : من قال حين يسمع المؤذن : و أنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، و أشهد أن محمدا عبده و رسوله ، رضيت بالله ربا ، و بمحمد رسولا ، و بالإسلام دينا غفر الله له ما تقدم من ذنبه . [ رواه مسلم ]
(3)شفاعة النبي محمد r.
عن عبد الله بن عمرو أنَّ رسول الله r قال : ] إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ، ثم صلوا عليَّ فإنه من صلَّى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا ، ثم سلوا الله لي الوسيلة ، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله ، و أرجو أن أكون أنا هو ، فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة " [ رواه مسلم ]
وإن كنت مؤذنًا فهنيئًا لك تلك البشريات من الحبيب محمد r .
(1) وجبت لك الجنة ، ولك بكل أذان يوم ستون حسنة وعن كل إقامة يوم ثلاثون حسنة .
عن ابن عمر أنَّ رسول الله r قال : " من أذن ثنتي عشرة سنة وجبت له الجنة و كتب له بتأذينه في كل يوم ستون حسنة و بإقامته ثلاثون حسنة " [أخرجه ابن ماجه والحاكم في المستدرك وصححه الألباني ( 6002) في صحيح الجامع ]
(2) أن يغفر لك عدد ما بلغ صوتك ويشهد لك يوم القيامة .
(3) أجره كأجر من صلَّى معه .
عن البراء بن عازب أنَّ رسول الله r قال : ] إنَّ الله و ملائكته يصلون على الصف المقدم ، و المؤذن يغفر له مد صوته ، و يصدقه من سمعه من رطب و يابس ، و له مثل أجر من صلى معه [
[ أخرجه الإمام أحمد والنسائي والضياء في المختارة وصححه الألباني ( 1841 ) في صحيح الجامع ]
عن أبي هريرة قال : قال r : ] إن المؤذن يغفر له مدى صوته و يصدقه كل رطب و يابس سمع صوته و الشاهد عليه خمس و عشرون درجة [[ أخرجه الإمام أحمد في مسنده وحسنه الألباني (1929) في صحيح الجامع ]
عن أبي سعيد الخدري أنَّ رسول الله r قال : ] إني أراك تحب الغنم و البادية فإذا كنت في غنمك أو باديتك فأذنت للصلاة فارفع صوتك بالنداء فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن و لا إنس و لا حجر و لا شيء إلا شهد له يوم القيامة [[ أخرجه البخاري ]
عن أبي هريرة أنَّ رسول الله r قال : ] الإمام ضامن ، و المؤذن مؤتمن ، اللهم أرشد الأئمة ، واغفر للمؤذنين [[ أخرجه أبو داود والترمذي وابن حبان والبيهقي وصححه الألباني (2787) في صحيح الجامع ]
(4) وجاء يوم القيامة ذا عنق طويل .
عن معاوية قال : قال r : ] المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة [[ رواه مسلم ]