sad dodo عضو فعال
الجنس : عدد المشاركات : 2832 العمر : 39 العمل/ الدراسة : اداب لغه فرنسيه
عارضة الطاقة : تاريخ التسجيل : 10/01/2009
| موضوع: القراءة بقلب والخشوع في الصلاة الأربعاء 14 أكتوبر 2009, 6:28 pm | |
| القراءة بقلب والخشوع في الصلاة
الصلاة هي مصدر الطاقة ومصدر القوة والثبات في هذه الحياة . ولكي تحقق هذا المقصود لا بد أن تكون القراءة فيها بقلب . فإن لم تكن القراءة بقلب كما هو حال كثير من الناس فإن صلاتهم لا تحقق لهم القوة والثبات . يستغرب ويتعجب كثير من المصلين لماذا صلاتهم لا تنهاهم عن الفحشاء والمنكر، لماذا صلاتهم لا تعينهم على شدائد الحياة ، لماذا لا تحقق لهم القوة والعزة والرفعة كما وعد الله تعالى المصلين وهو سبحانه وتعالى أصدق القائلين ، وهو سبحانه لا يخلف الميعاد . والجواب عن هذا كله واضح جدا وبكلمة واحدة : لأنها صلاة بغير قلب . متى كانت القراءة في الصلاة بقلب فإن الصلاة تحقق مقاصدها وإلا فلا . عجيب ألا تؤدي الصلاة إلى رقة القلب وخشوعه ولينه وخضوعه وسكونه وذله بين يدي الله تعالى مع كل هذا التكرار وكثرته ومع هذه الكلمات العظيمة التي يكررها المسلم في الصلاة وبعد الصلاة ، لكنها الغفلة وعدم حضور القلب . العجب كيف نشكو من ضعف الإيمان ، والعجب كيف نبحث عن وسائل تقوية الإيمان وعندنا هذه الصلاة التي مهمتها وسر مشروعيتها ومقصودها هو صناعة الإيمان. إن البعض لما ضيع القراءة بقلب في الصلاة ، صار يضيع وقته في البحث عن حلول مشكلاته في الدورات، والمنتديات، والقنوات، والجوالات ، وكتب تطوير الذات. إن كثيرا من المسلمين لم يستفيدوا من هذا العمل العظيم حيث تذهب صلاتهم هواجيس، وكذلك أذكارهم بعد الصلاة وفي الحياة، ولم يستغلوها بتزكية أنفسهم وقلوبهم بحيث تصبح صحيحة زكية ويمكنهم أن يتمتعوا بشخصية قوية فذة فريدة . إن من يتربى على التحكم في قلبه صباح مساء يصبح بعون الله قوي الإرادة بكل تأكيد ، يفعل ما يريد ويترك ما لا يريد ، يفعل ما يرفعه وينفعه ويترك ما يضره وينقصه ، يزيد علمه وإيمانه كل يوم ، ويقوى تفكيره ويسلم من أضرار الشهوات والشبهات،فما أعظم هذا الدين، وحقا إنه من عند الحكيم الخبير العليم. الكثير يشتكي من صعوبة جمع القلب في الصلاة والسبب أنهم لم يتدربوا ولم يتربوا على ذلك ولم يجاهدوا في الله حق جهاده . لاحظ الربط الواضح بين فوضى الإرادة والسلوك وضعف الشخصية وبين تضييع الصلاة . وتضييع الصلاة إما تركها بالكلية أو تضييع إقامتها على الوجه المشروع . القوة النفسية مصدرها الصلاة ، أي الصلاة التامة الكاملة أما من لا يصلي أو يصلي صلاة جوفاء فارغة فإنه يجزع في حال الشدة ، ويهمل وينسى في حال الرخاء ، ويعيش كثيرا من حياته في قلق وهم ، ويكون عرضة للسقوط أمام أدنى هزة أو نازلة تنزل به . لقد كانت الصلاة والقراءة المكثفة فيها أول عمل فرض على المسلمين في أول سنة من البعثة لتكسبهم القوة العالية والطاقة النفسية الروحية الهائلة التي يجابهون بها شدائد الحياة وخاصة مجابهة جيش الكفر والشرك من شياطين الجن وشياطين الإنس. لعل البعض يمضي الساعات الطويلة في صلاة ما بين فرض ونفل ، لكن لم ينتبه أنها قراءة بغير قلب حيث يذهب معظمها في هواجيس وفي ذكر خافت ضعيف وهذا يفسر العجب من حصول النقص مع وجود مثل هذه الصلاة . إن قصص السهو في الصلاة كثيرة وبعضها تجاوز الحد إلى أن وصل إلى السهو الكلي بحيث لا يشعر المصلي بمكانه ولا زمانه ، فبعضهم ينسى أنه في صلاة فيتكلم ، وبعضهم يخرج ورقة من جيبه ويقرأ وربما يكتب ، وبعضهم يمشي في صلاته ويذهب لشأنه ناسيا أنه في صلاة . أما ما دون ذلك من صور السهو في الصلاة فهو النسبة الغالبة من المصلين ، وقليل منهم من يعي ويعلم ما يقول ، وقليل منهم من يخشع قلبه في صلاته ، وقليل منهم يوجد في قلبه تعظيم الله وتقديسه وهيبته وخشيته حين يقف في الصلاة . يقول الشيخ ابن عثيمين في تفسير جزء عم ص 119 : " ولكن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم وغلب على كثير من الناس حتى إنه ليصرف الإنسان عن صلاته التي هي رأس ماله بعد الشهادتين ، فتجده إذا دخل في صلاته ذهب قلبه يمينا وشمالا حتى يخرج من صلاته ولم يعقل منها شيئا ، والناس يصيحون يقولون صلاتنا لا تنهانا عن الفحشاء والمنكر!! أين وعد الله ؟ فيقال : يا أخي هل صلاتك صلاة ؟ إذا كنت من حين تكبر تفتح لك باب الهواجيس التي لا نهاية لها فهل أنت مصل ؟ صليت بجسمك لكن لم تصل بقلبك "اهـ أخرج البخاري ومسلم عن عثمان بن عفان رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه ، وأخرج مسلم عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ويصلي ركعتين يقبل بقلبه ووجهه عليهما إلا وجبت له الجنة ، وأخرج مسلم عن عمرو بن عبسة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال – بعد أن ذكر الوضوء - : … فإن هو قام فصلى فحمد الله وأثنى عليه ومجده بالذي هو له أهل ، وفرغ قلبه لله تعالى إلا انصرف من خطيئته كهيئته يوم ولدته أمه، وأخرج أبو داود عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى ركعتين لا يسهو فيهما غفر له ما تقدم من ذنبه ، وأخرج الحاكم عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما من مسلم يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقوم في صلاته فيعلم ما يقول إلا انفتل وهو كيوم ولدته أمه. واحد من هذه الأحاديث يكفي لتحفيز المسلم أن يصلي مثل هذه الصلاة ليحصل على هذا الثواب العظيم ، وينجح هذا النجاح الكبير في الدنيا والآخرة . إن مهارة القراءة بقلب هي الطريق لتحقيق أعلى مستويات الخشوع في الصلاة . إن تحصيل مهارة القراءة بقلب في الصلاة بحيث لا يحدث فيها نفسه أي لا يسهو فيها لهو من أهم المطالب ، ومن أعظم الأهداف التي ينبغي للمسلم أن يسعى لتحقيقها ، ذلك لأنها أصل وأساس النجاح في هذه الحياة. إن تحصيل قوة القراءة بقلب لا تعقيد فيه بل هو سهل ميسر والله سبحانه وتعالى أرحم الراحمين لم يكلف الناس ما لا يطيقون ، فهذه الصلاة يعرفها العامي والمتعلم يعرفها الكبير والصغير ويعرفون أنه يشترط لها التركيز وحضور القلب ، هذا الشرط يدركه ويفهمه كل أحد ، لكن من يجاهد ويتدرب . قد يرى البعض أن ما ندعو إليه صعب وشديد ولا يمكن تعليمه للناس وخاصة الأطفال وغير المتعلمين ، البعض يصرح بأنه لا يستطيع السيطرة على الهواجيس والوساوس وقد استسلم في هذه الجبهة . فنقول إن الأمر بإذن الله سهل يسير لكن المشكلة أن كثيرا من الناس لم يعط هذه القضية الاهتمام الذي تستحقه والجهد الذي تحتاجه بل يمضي حياته كيفما اتفق وليس عنده استعداد للتعلم والتدريب في هذه القضية الكبرى من قضايا الحياة ، التي يتوقف عليها صلاح دينه ودنياه وآخرته. هل يمكن أن أصل إلى مرحلة لا أوسوس في صلاتي مطلقا ؟ الجواب: نعم ،والبعض يعتبر هذا صعبا أو بعيدا بينما العكس صحيح عند أهل الإيمان حيث يستغربون جدا أن يفكر المصلي في غير صلاته ، جاء في كتاب إحياء علوم الدين - (ج 1 / ص 181) : قيل لعامر بن عبد الله ذات يوم هل تحدثك نفسك في الصلاة بشيء؟ قال: نعم بوقوفي بين يدي الله عز وجل ومنصرفي إحدى الدارين، قيل: فهل تجد شيئاً مما نجد من أمور الدنيا؟ فقال: لأن تختلف الأسنة فيَّ أحب إلي من أن أجد في صلاتي ما تجدون ، وكان الربيع بن خثيم يقول: ما دخلت في صلاة قط فأهمني فيها إلا ما أقول وما يقال لي"اهـ هذا المستوى من قوة القراءة بقلب لا يأتي مجانا بل يحتاج إلى طول تدريب ومجاهدة حتى يصل القلب إلى هذه القوة العالية من التركيز والحضور والاجتماع على ما يراد. القراءة بقلب في الصلاة لا تعني خلو القلب من المشغلات لكنها القوة في إدارته فالذين يقرأون في الصلاة بقلب ، الخاشعون في الصلاة لا يعني هذا أنهم منقطعون عن الحياة عن المجتمع عن الناس ليس في قلوبهم ما يشغلهم ويقلقهم ، كلا بل هم من أقوى الناس اشتغالا بأمور الناس وتدبير أمور حياتهم وعندهم من الهموم والمشاكل الشيء الكثير لكنهم يتمتعون بقوة القلب التي تقوم بإدارة ساحته بقوة وفاعلية فلكل أمر وقت خاص به ، لا تزاحم ولا فوضى ولا تداخل فوقت الصلاة صلاة ويمنع غير كلماتها من دخول القلب ، ووقت القراءة قراءة ولا شيء غيرها ، وإذا كان في علاج أمر فإنه يركز عليه ومن أجل ذلك نجحوا في إدارة الحياة . | |
|
روبي مارو المشرف العام
الجنس : عدد المشاركات : 10200 العمر : 46 العمل/ الدراسة : تربيه قسم لغه فرنسيه جنسيتك : مصر علم دولتك :
عارضة الطاقة : تاريخ التسجيل : 19/01/2009
| موضوع: رد: القراءة بقلب والخشوع في الصلاة الأربعاء 14 أكتوبر 2009, 9:23 pm | |
| | |
|