من أجل ممارسة نشاط بدني منتظم، فإن الطاقة وحدها لاتكفي! إنما ينبغي اختيار الأغذية الجيدة، وعدم الحرمان من الفاكهة والخضر، إذ إنهما مصدر جيد للفيتامينات والمعادن اللازمة للمجهود.
والآن هيا بنا نقوم بجوله لمشاهدة ما أنتج منها في فصل الربيع. على الرياضيين أن يتناولوا غذاء متكاملاً، لأنهم يحتاجون أكثر من غيرهم إلى المواد الغذائية وهذا من حيث الكمية والصنف، لذلك إذا كنت ممن يمارسون نشاطاً بدنياً بانتظام، فسوف تحصل على فوائد ملحوظة بتناولك الخصر والفاكهة الطازجة، والسبب في ذلك أنها غنية بالماء الذي يعوض ما تفقده أثناء القيام بالمجهود الجسماني. ولايخفى عنا أن هذا الماء يحتوي على العديد من المعادن اللازمة للجسم للأداء العقلي، ولما كانت الخصروات والفواكة قلوية، فهي تحد من تراكم "حامص اللبنيك" الذي يتسبب في الإصابة بالتيبس أو الإحساس بآلام في الجسم. وأهم ما بالخضر والفاكهة هما فيتامين (ج) و (هـ) غير أن كمية الطعام المهضوم القليلة لا تعمل بمفردها أنها يلزمها إضافات متنوعة حتى تأتي بالنتيجة المطلوبة.. عليك إذن الحصول على الفيتامينات والمعادن الأساسية وذلك بتناول كل أنواع فواكه وخضروات الربيع.
الكوسه (خزان الماء):
للكوسة تركيب متميز يجعلها أفضل خضروات الصيف، لما تحتويه من ماء ومعادن ومواد تعويضية، ولاشك في وجود الفيتامينات بها مثل باقي الخضروات وبكميات مناسبة. وهي تحتوي كذلك على الألياف بوفرة، وبخاصة عندما يكتمل نمو الثمرة، لكنها لا تحتوي على مكونات مانحة للطاقة. السكريات تعطي الجسم ما يلزمه من السعرات وأغلبها من السكر البسيط (فركتوز، وجليكوز، بنسب متساوية). غالباً ما تصاحبها كميات قليلة من السكريات الثنائية والسكر المتعدد، أما ما تحتويه الكوسة من هيوليات فلا يتجاوز 1.6 جرام لكل 100جرام. والشحوم قليلة جداً، وبناء على ذلك فإن الكوسة لاتعطي سوى 15سعراً حرارياً لكل 100جرام، وهي تعد من أقل الخضروات في منح السعرات مثل البندورة (الطماطم) والباذنجان.
البسلة (تمنح الشبع):
تتميز البسلة بمنح الطاقة للجسم، لما لها من سكر وألياف وبروتينات، لذلك تكفي كمية لا تتجاوز 150جراماً من البسلة لإشباع الشخص. ثمة فائدة أخرى للبسلة وهي أنها ترفع نسبة السكريات في الدم. كما أنها تمنح الجسم مواد مهمة عديدة تعمل على حفظ التوازن الغذائي عند من يتناولها، هذا بالاضافة إلى انها مصدر جيد للبروتينات النباتية والألياف التي تساعد على تنبيه الأمعاء وتقاوم الإمساك، هذا بالإضافة إلى انها لاتخلو من الفيتامينات، لانها تحتوي على فيتاميني ب و ج.
القرنبيط (يحافظ على رشاقة الجسم):
إذا كنت تسعين إلى تناول طعام يجنبك زيادة الوزن، فلا تنسي القرنبيط، لأن الجزء منه الذي يزن 250جراماً يمنح الجسم سعرات حرارية أقل من 50سعراً. وهو من الخضروات الرطبة التي تمنح من يتناولها إحساساً بالإمتلاء (الشبع) ويرجع ذلك إلى ما يحتوية من نسبة كبيرة من الألياف. ويحتوي على فيتامينات (ج) وكذلك 10% مما يحتاج إليه الجسم من فيتامين (ب) والقرنبيط يسهم بطريقة ملموسة في سد حاجة الجسم إلى المعادن والعناصر الإضافية. وهو مصل الخضر المحتويه على الألياف يقاوم الإمساك، وأخيراً ارتفاع نسبة البوتاسيوم به مع انخفاض نسبة الصوديوم يعملان على معاونة الكليتين على أداء وظيفتيهما على أكمل وجه مع إدرار البول بوفرة.
الفاصوليا الخضراء (صديقة الصغار):
بفضل ما تمنحه الفاصوليا الخضراء الطازجة للجسم من طاقة، فهي تعمل على تنويع قائمة الطعام دون التعرض للبدانة: 200جرام من الفاصوليا الخضراء لاتعطي أكثر من 60سعراً حرارياً، كما انها غنية بالفيتامينات إذا ان كمية منها تعادل 200جرام، لاتغطي 20% من حاجة الجسم إلى فيتامين (ج) ومن 5 إلى 10% من حاجته إلى فيتامين (ب). وهي من الخضروات التي تنال إعجاب المدعوين بما فيهم من لايميلون بطبيعتهم إلى تناول الخضروات الطازجة! وهي تقدم بالزبد وبالنسبة إلى الصغار تفضل الفاصولياء الخضراء الرفيعة التي لم تكتمل أليافها. أما الأشخاص ذوي الأمعاء الحسّاسة فيتجنبون تناول الفاصولياء ذات الحبوب المكتملة.
(الفراولة) الفريز نجم فاكهة الصيف:
تعتبر (الفراولة) الفريز أفضل فاكهة ملطفة، وذلك بفضل احتوائها على قدر كبير من الماء، وكميات متوازنة من السكريات والأحماض العضوية.
وهي لاتمنح طاقة كبيرة، إنما تحتوي على كمية ليست بالقليلة من المعادن وكمية من فيتامين (ج) وتكفي كمية منها حوالي 150جراماً لتغطية حاجة الجسم من هذا الفيتامين، لذلك فإنهذه النسبة المرتفعة من فيتامين (ج) في (الفراولة) تجعل منها أبرز فواكه الموسم.
البندورة (الطماطم) واقية هاضمة:
لاتمنح البندورة للجسم طاقة كبرى إلا أنها غنية بالفيتامينات والمعادن، وهي تدخل ضمن قائمة الفواكه (لأنها ثمره) ذات الكثافة الغذائية العالية في هذه المواد. وفي الواقع، فإن البندورة تمد الجسم بالكلسيوم والمغنيسيوم والزنك وفيتاميني ج و هـ وكذلك حمض الفوليك. وسواء أخذت كمقدمة طعام على هيئة سلطة أو على شكل عصير فإن للبندورة فوائد عديدة تذكر منها أنها "فاتحة للشهية" متميز، ومذاقها قليل الحموضة ينبه العصارات الهضمية ويسهل عملية الامتصاص عند الهضم. ولقد أثبتت أبحاث عديدة قدرة البندورة على الوقاية من السرطان وذلك عندما يتناول الشخص منها بانتظام قدراً كافياً.
الكريز مدر جيد للبول:
الكريز من الفواكة السكرية تعطي سكريات سريعة الامتصاص (جيلوكوز وفراكتوز). والكمية التي تعادل 125 جراما من الكريز تمنح 85 سعراً حرارياً، وهي من الفواكة التي تساعد على إدرار البول بفضل احتوائها على قدر كبير من الماء والبوتاسيوم، وكذلك الـ "سوربيتول" وهو سكر كحولي من أصل نباتي. وربما أنه غني بالمعادن، فهو يسهم في التوازن في الوسط الداخلي. ومما يُعرف عن الكريز ان الكمية نفسها التي تعادل 125 جراماً منه تعطي من 20% الى 30% من حاجة الجسم إلى فيتامين (ج). هذه الكمية نفسها من الكريز تزود الجسم بحوالي 25% من الحاجة إلى فيتامين (أ) أو الكاروتين. وأخيراً يعطي الكريز حاجة الجسم من الفيتامينات وبخاصة فيتامين (ب) أو من حمض الفوليك.
المشمش فاكهة الرياضيين:
المشمش يعتبر مصداً معروفاً لـ فيتامين (أ) أو الكاروتين الذي يتحول في الجسم إلى فيتامين (أ) وهذه الفاكهة تحتوي أيضاً على كمية كافية من البوتاسيوم والحديد والنحاس والمغنيسيوم والمعادن اللازمة للرياضيين. والمشمش سواء أكان طازجاً أم مجففاً يعتبر الفاكهة التي تسد احتياجاتهم. ومن يتناول المشمش الناضج جداً، يضمن عملية هضم سليمة، تساعد على ذلك عوامل عديدة نذكر منها ليونته ومذاقه الحمضي بعض الشيء. ولانغفل أن ألياف المشمش ذات تأثير فعال في الأمعاء. هذا بالإضافة إلى أن المشمش الناضج جداً، يضمن عملية هضم سليمة، تساعد على ذلك عوامل عديدة نذكر منها ليونته ومذاقه الحمضي بعض الشيء، ولانغفل أن ألياف المشمش ذات تأثير فعّال في الأمعاء. هذا بالإضافة إلى أن المشمش يُعتبر أحد أجزاء الفواكه الأولى التي يمكن إعطاؤها للصغار، وهو يقدم إليها مهروساً ومصفى أو مضافاً إلى الحليب (اللبن) أو إلى الجبن الأبيض.
تذكروا:
أن العديد من الفيتامينات من المجموعة (ب) تشهم في استخدام السكريات والبروتينات والدهون لمنح الطاقة اللازمة للعضلات.
إن الفيتامينات المضادة للأكسدة (أ) و(ج) و(هـ) تقاوم تكوين الجزيئات الحرة، وتساعد على نشاط العضلات كما أنها تحد من ظواهر الالتهابات والأوديما.
إن فيتامين (ج) يساعد على مقاومة التعب والعدوى.
أنك إذا كنت لاتمارس الرياضة إلا قليلاً (من ساعة إلى 3ساعات في الأسبوع)، فحاجتك إلى الفيتامينات عادية. أما إذا كنت تمارسها يومياً، فعليك بتناول كمية أكبر من فيتامينات (ب1) و (ب2)و (ب6).
كيف يكون غذاء الرياضيين؟
يتطلب النشاط الذي يبذله الرياضي يقظة بالنسبة إلى اسلوب التغذية التي ينبغي أن يحصل عليها، إذ أ، ما يقوم به من نشاط بدن يحتاج إلى الحضول على طاقة أعلى من تلك التي يحصل عليها من هو في مثل سنه ولا يمارس الرياضة. والحال هكذا، فقد أشارت الأبحاث في هذا المجال إلى أن الشباب لارياضيين لا يهتمون كثيراً بما يتناولون من غذاء. وقد يرجع ذلك إلى الوالدين فهما المسؤولان علن هذا الأمر أو أنه بسبب افقتار هؤلاء الشباب إلى توعية في هذا المجال.
ما الأخطاء الغذائية الأساسية؟
من عادة الرياضيين أنهم لا يتناولون الماء بقدر كاف بينما يحتاج الرياضي وما يبذله من طاقات، أو أن يكون ما يحصل عليه أعلى مما يبذله أو بالعكس.
هل يستهلك الرياضيون قدراً كافياً من الفاكهة والخضر؟
أشارت الأبحاث إلى أ، استهلاك الرياضيين للفوكه والخضروات غير كاف على سبيل المثال يكثر الرياضيون من تناول العصائر في الصباح مع وجبة الإفطار والوجبة الصغيرة، وهذا على حساب الفواكه الطازجة، علماً بأنها غنية بالألياف، وبفيتامين (ج). من جانب آخر كثيراً ماتحل النشويات مكان الخضراوات.