قال الكاتب والشاعر الكبير فاروق جويدة، إن السبب الأساسى لحوادث العنف الطائفى فى الصعيد التى تحدث مؤخراً بين المسلمين والمسيحيين لا علاقة له بالدين، وإنما ذلك يرجع إلى ضغط الظروف الاقتصادية وتأزم الواقع الاجتماعى وغياب الحرية السياسية المتمثلة فى غياب الأحزاب وعندما تحل هذه المشاكل ستعود العلاقات إلى ما كانت عليها وذلك.
وأضاف جويدة خلال استضافة قراء جريدة الأهرام له أمس على "الفيس بوك"، أن هناك عوامل كثيرة تؤدى إلى زيادة الاحتقان فى الفضائيات، سواء التى تهاجم المسيحية أو الإسلام أو بعض المشايخ والقساوسة ويكفى أنك تسير فى الشارع فى أى مكان فى مصر ولا تعرف من هو "المسلم"، وتمنى جويدة أن تأخذ الدول العربية موقفاً حاسماً تجاه تجاوزات الفضائيات سواء فى الدين أو علاقات الشعوب بعضها ببعض.
وعن رأيه فى دور الإعلام فى أزمة الجزائر قال جويدة، إن إعلام البلدين ارتكب خطأ رهيباً وما حدث من إهانات وشتائم على الفضائيات والصحافة فى هذه الأزمة، مشيراً إلى أن الوحدة الثقافية بين مصر والدول العربية تواجهها أطراف كثيرة تحاول الإفساد بين الشعوب العربية وبعد أن تحقق التشرذم السياسى بين الحكومات العربية حدث التمزق الثقافى أدى ذلك إلى تفكك العلاقات الثقافية بين العالم العربى، حيث إن كل دولة عربية تتصرف على أن لها ثقافة خاصة حتى الشعب الواحد مثل فتح وحماس ولبنان ومسلمى وأقباط مصر وسنة وشيعة العراق، أن الدول العربية لا تكره مصر لأن الأشقاء العرب يدركون بوعيهم أن دور مصر يتجاوز كل الحسابات والخلافات والأزمات، كما أن هناك أشياء كثيرة وبين مصر والدول العربية لا مفر منها فإذا هربنا من اللغة وجدنا الدين وإذا هربنا من ذلك كله فكيف نهرب من الدماء التى تجرى فى عروقنا وأصلها واحد وفرعها فى السماء.
نورت الموضوع