حسام المصرى عضو VIP
الجنس : عدد المشاركات : 297 العمر : 48 جنسيتك : مصر علم دولتك : عارضة الطاقة : تاريخ التسجيل : 23/01/2010
| موضوع: آثار الحسد وأضراره على الحاسد وعلاجه الأربعاء 08 سبتمبر 2010, 8:57 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
آثار الحسد وأضراره على الحاسد
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين 1- حلق الدين: روى عن النبي r أنه قال: «دب إليكم داء الأمم قبلكم البغضاء والحسد هي الحالقة حالقة الدين لا حالقة الشعر والذي نفسي بيده لا تؤمنوا حتى تحابوا ، ألا أنبئكم بأمر إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم» [رواه الترمذي]. 2- انتفاء الإيمان الكامل: قال r: «لا يجتمع في جوف عبد غبار في سبيل الله وفيح جهنم، ولا يجتمع في جوف عبد الإيمان والحسد» [رواه ابن حبان والبيهقي]. والذي يجب أن يفهم من هذا الحديث أن الإيمان الصادق الكامل الذي يستحضر صاحبه أن كل أفعال الله لحكمة لا يجتمع هذا الإيمان مع الحسد الذي يعترض على فعل الله وحكمته.
3- رفع الخير وانتشار البغضاء في المجتمع: يقول r: «لا يزال الناس بخير ما لم يتحاسدوا» [رواه الطبراني]. والمعنى والله أعلم أنهم إذا تحاسدوا ارتفع الخير منهم وكيف لا يرتفع منهم الخير وكل منهم يتمنى أن يزول الخير الذي عند صاحبه. 4- إسخاط الله وجني الأوزار: يسخط الله في معارضته ويجني الوزر في مخالفته إذ ليس يرى قضاء الله عدلاً ، ولا من الناس لنعمه أهلاً. ولذلك قال النبي r: «الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب» [رواه أبو داود وابن ماجة]
وقال عبد الله بن المعتز: الحاسد مغتاظ على من لا ذنب له بخيل ما لا يملكه طالب مالا يجده.
5- مقت الناس للحاسد وعدواتهم له: حتى لا يجد فيهم محبًا ولا يرى فيهم وليًا ، فيصير بالعدواة مأثورًا ، وبالمقت مزجورًا ، ولذلك قال النبي r: «شر الناس من يبغض الناس ويبغضونه» [رواه الحاكم وابن عدي والعقيلي].
6- انخفاض المنزلة وانحطاط المرتبة للحاسد: لانحراف الناس عنه ونفورهم منه وقد قيل في منثور الحكم: الحسود لا يسود. 7- الحسرات على الحاسد والسقام والغم غير المنقطع وقصر العمل: ثم لا يجد لحسرته انتهاء ولا يؤمل لسقامه شفاء. قال ابن المعتز: الحسد داء الجسد. وقال الأصمعي: قلت لأعرابي: ما أطول عمرك؟ قال: تركت الحسد فبقيت. والحاسد يقتل غمًا بصبر المحسود. قال بعض الحكماء: يكفيك من الحاسد أنه يغتم في وقت سرورك. وقيل في منثور الحكم: عقوبة الحاسد من نفسه. وقال بعض الأدباء: ما رأيت ظالمًا أشبه بمظلوم من الحسود نفس دائم وهم لازم وقلب هائم قال معاوية رضي الله عنه: ليس في خصال الشر أعدل من الحسد يقتل الحاسد قبل أن يصل للمحسود. وقال عبد الله بن المعتز رحمه الله تعالى:
اصبر على كيد الحسود ***** فان صبرك قاتله فالنار تأكل بعضها ***** ان لم تجد ما تأكله 8- عدم نفع الحاسد: قال رجل لشريح القاضي: إني لأحسدك على ما أرى من صبرك على الخصوم ووقوفك على غامض الحكم. فقال: ما نفعك الله بذلك ولا ضرني. 9- الحسد نوع من معاداة الله في الاعتراض على قسمته وفعله.
10- الحاسد مضاد لله في قضائه وقدره ومحبته وكراهته.
11- الحاسد قد أبغض كل نعمة قد ظهرت على غيره.
12- الحاسد سخط لقسمة الله تعالى.
13- الحاسد ضن بفضله عز وجل.
14- الحاسد خذل ولي الله تعالى.
15- الحاسد أعان عدوه إبليس لعنه الله.
16- الحاسد لا ينال في المجالس إلا مذمة وذلاً ولا ينال من الملائكة إلا لعنة وغضبًا ولا ينال في الخلوة إلا جزعًا وهمًا ، ولا ينال عند النزع إلا شدة وهولاً ، ولا ينال في الموقف إلا فضيحة ونكالاً ، ولا ينال في النار إلا حراً واحتراقًا.
17- الحاسد متشمت بما أصاب المحسود من بلاء.
18- الحاسد يهجر المحسود ويصارمه وينقطع عنه وإن طلبه وأقبل عليه.
19- الحاسد يعرض عن المحسود استصغارًا له.
20- الحاسد يتكلم في المحسود بما لا يحل من كذب وغيبة وإفشاء سر وهتك ستر وغيره.
21- الحاسد يحاكي المحسود استهزاءً به وسخرية منه.
22- الحاسد يؤذي المحسود بالضرب وما يؤلم البدن.
23- الحاسد يمنع المحسود من قضاء دين أو صلة رحم أو رد مظلمة.
24- الحاسد في مصيبة لا يؤجر عليها.
25- وفي مذمة لا يحمد عليها.
26- يسخط الله على الحاسد.
27- تغلق أبواب التوفيق على الحاسد.
* * * الدواء المزيل للحسد من الحاسد
1 - التقوى والصبر: فمن وجد في نفسه حسدًا لغيره فليستعمل معه الصبر والتقوى فيكره ذلك في نفسه.
2- القيام بحقوق المحسود: بعض من الناس الذين عندهم دين لا يعتدون على المحسود، فلا يعينون من ظلمه، ولكنهم أيضًا لا يقومون بما يجب من حقه، بل إذا ذمه أحد لم يوافقوه على ذمه ولا يذكرون محامده، وكذلك لو مدحه أحد لسكتوا ، وهؤلاء مدينون في ترك المأمور في حقه ، مفرطون في ذلك لا معتدون عليه، وجزاؤهم أنهم يبخسون حقوقهم فلا ينصفون أيضًا في مواضع ، ولا ينصرون على من ظلمهم كما لم ينصروا هذا المحسود. أما من اعتدى بقول أو فعل فذلك يعاقب، ومن اتقى الله وصبر فلم يدخل في الظالمين نفعه الله بتقواه.
3- عدم البغض: في الحديث «ثلاث لا ينجو منهن أحد: الحسد والظن والطيرة وسأحدثكم بما يخرج من ذلك: إذا حسدت فلا تبغض وإذا ظننت فلا تحقق وإذا تطيرت فامض» [رواه ابن أبي الدنيا من حديث أبي هريرة].
4- العلم بأن الحسد ضرر على الحاسد في الدين والدنيا ومنفعته للمحسود في الدين والدنيا، فلا ضرر فيه على المحسود لا في الدنيا ولا في الدين، بل ينتفع به فيهما جميعًا. أما ضرره في الدين فلأنه سخط لقضاء الله وقدره وكراهة لنعمته على عبده المؤمن ، وانضم إليه غش المسلم وترك نصحه وترك العمل بقول النبي r: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» [رواه البخاري ومسلم] وانضم أيضًا إلي ذلك أنه شارك إبليس وهذه خبائث تأكل الحسنات ، وأما ضرره في الدنيا فإنه الألم الوقد الحاضر، والعذاب الأليم . وأما كونه لا ضرر على المحسود فواضح لأن النعمة لا تزول بالحسد. وأما منفعته في الدين فهو أن المحسود مظلوم من جهة الحاسد لا سيما إذا أخرج الحسد صاحبه إلي القول والفعل بالغيبة والقدح فيه وهتك ستره وذكر مساويه ، فهذه هدايا تهدى إليه، وأما منفعته في الدنيا للمحسود فهو أن أهم مقاصد أكثر أبناء الدنيا إيصال الضرر والهم إلي أعدائهم وهو متوافر في الحسد وقد فعل الحاسد بنفسه مرادهم ، فأنت إذا حسدت بالحقيقة عدو لنفسك صديق لعدوك ، ومع هذا كله فقد أدخلت السرور على إبليس وهو أعدى عدو لك ولغيرك ، ولو عقلت تمامًا لعكست وكلفت نفسك نقيض الحسد إذ أن كل مرض يعالج بضده .
5- الثناء على المحسود وبره: فيكلف نفسه الثناء عليه من غير كذب ويلزم نفسه بره إن قدر، فهذه الأفعال تعمل مقاربة تطيب قلب المحسود ، ويحب الحاسد ويصير ما يتكلفه أولاً طبعًا آخرًا. ولا يعمل بوساوس الشيطان من أن هذا عجز ونفاق وخوف لأن ذلك من خدعه ومكائده . فهذا الدواء ، إلا أنه مُرٌ قلَّ من يقدر عليه. قال تعالى }ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ{ [فصلت: 34]. والعمل النافع فيه عدم البغي ، وكذلك أن يحكم الحسد ، فكل ما يتقاضاه الحسد من قول وفعل فينبغي أن يكون نقيضه ، فإن بعثه الحسد على القدح في محسوده كلف لسانه المدح له والثناء عليه، وإن حمله على التكبر عليه ألزم نفسه التواضع له والاعتذار إليه، وإن بعثه على كف الإنعام عليه أحسن إليه، فمهما فعل ذلك عن تكلف وعرفه المحسود طاب قلبه وأحبه ، ومهما ظهر حبه عاد الحاسد فأحبه ، وتولد من ذلك الموافقة التي تقطع مادة الحسد ؛ لأن التواضع والثناء والمدح وإظهار السرور بالنعمة يستجلب قلب المنعم عليه ويسترقه ويستعطفه ويحمله على مقابلة ذلك، ثم ذلك الإحسان يعود إلي الأول فيطيب قلبه. وإنما تهون مرارة هذا الدواء أعني التواضع للأعداء والتقرب إليهم بالمدح والثناء بقوة العلم بالمعاني التي ذكرنا ، وقوة الرغبة في ثواب الرضا بقضاء الله تعالى وحب ما أحبه وعزة النفس وترفعها عن أن يكون في العالم شيء على خلاف مراده. 6- إفشاء السلام: قال r: «أفشوا السلام بينكم» [رواه مسلم] فأخبر r بحال الحسد ، وأن التحابب ينفيه ، وأن السلام يبعث على التحابب فصار السلام إذن نافيًا للحسد. وقد جاء كتاب الله تعالى يوافق هذا القول في قوله تعالى: }ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ{ [فصلت: 34]. قال مجاهد: معناه ادفع بالسلام إساءة المسيء. قال الشاعر:
قد يلبث الناس حينا ليس بينهم **** ود فيزرعه التسليم واللطف
7- القناعة بعطاء الله: قال بعض الحكماء: من رضي بقضاء الله تعالى لم يسخطه أحد ومن قنع بعطائه لم يدخله حسد، فيكون راضيًا عن ربه ممتلئ القلب به.
8- استدفاع ضرر الحسد وتوقي أثره: ويعلم أن مكانته في نفسه أبلغ ومن الحسد أبعد ، فيستعمل الحزم في دفع ما يجده في نفسه ليكون أطيب نفسًا وأهنأ عيشًا. وقد قيل العجب لغفلة الحساد عن سلامة الأجساد.
9- رؤية نفور الناس منه (أي الحاسد) وبعدهم عنه: فيخافهم إما على نفسه من عدواة أو على عرضه من ملامة ، فيتألفهم بمعالجة نفسه ويراهم إن صلحوا أجدى نفعًا وأخلص ودًا.
10- مساعدة القضاء والاستسلام للمقدور: ولا يرى أن يغالب قضاء الله فيرجع مغلوبًا ولا أن يعارضه في أمره فيرد محرومًا مسلوبًا
11- قمع أسباب الحسد: فأما الدواء المفصل فهو تتبع أسباب الحسد من الكبر وغيره وعزة النفس وشدة الحرص على مالا يغني، فهو مواد المرض ، ولا يقمع المرض إلا بقمع المادة.
12- كراهة القلب لحب زوال النعمة: أما إذا ألزمت نفسك وقلبك كراهة ما يترشح منه بالطبع من حب زوال النعمة حتى كأنك تمقت نفسك على ما في طبعها ، فتكون تلك الكراهة من جهة العقل في مقابلة الميل من جهة الطبع- فقد أديت الواجب عليك ولا يدخل تحت اختيارك في أغلب الأحوال أكثر من ذلك.
13- العلم بأضرار الحسد على الحاسد في الآخرة: بأن الحاسد معترض على أقدار الله – الحاسد متشبه بالكافرين – الحاسد جندي من جنود إبليس – الحاسد مفارق للمؤمنين – الحاسد معذب في الآخرة – حسنات الحاسد تذهب للمحسود.
14- العلم بأضرار الحسد على الحاسد في الدنيا: بأن الحاسد دائمًا في الهم والحزن – الحاسد قد يتمنى لنفسه البلاء – الحاسد تنزل عليه البلايا. 15- أن يعلم الحاسد أنه قد غش من يحسده من المسلمين وترك نصيحته وشارك أعداءه: إبليس والكفار في محبتهم زوال النعم عن المؤمنين ، وكراهة ما أنعم عليهم به، وأنه قد سخط قضاء الله عز وجل الذي قسم لعباده.
16- أن يعلم الحاسد أنه لو كان الذي يحسده أبغض الناس إليه وأشدهم عدواة له، أنه لا تزول النعمة عنه بحسد الحاسد له.
17- أن يعلم الحاسد أن الحسد في الدين والدنيا من حسد إبليس.
18- أن يعلم الحاسد أنه لو كان حسد الحاسد يضر المحسود فيزيل عنه بحسده له النعم، لدخل على الحاسد أعظم الضرر؛ لأنه لا يعرى أن يحسده غيره.
19- العلم بأنه خلق دنيء يتوجه نحو الأكفاء والأقارب ويختص بالمخالط والمصاحب.
20-- الإخلاص.
21- قراء القرآن وتدبره.
22- تذكر الحساب والعقاب.
23- الدعاء والصدقة.
24- تذكر الحاسد أن من ينفث سمومه عليه من إخوانه ويناله بسهمه، هو أخ مسلم ليس يهوديًا ولا نصرانيًا.
فإن أظفرته السعادة بأحد هذه الأسباب ، وهدته المراشد إلى استعمال الصواب سلم من سقامه وخلص من غرامه ، واستبدل بالنقص فضلاً ، واعتاض من الذم حمدًا. بقلم .فواز بن سعود الماطر
| |
|
نور الهدى نائب المدير العام
الجنس : عدد المشاركات : 10728 العمل/ الدراسة : تربيه قسم تاريخ جنسيتك : مصر علم دولتك :
عارضة الطاقة : تاريخ التسجيل : 04/01/2009
| موضوع: رد: آثار الحسد وأضراره على الحاسد وعلاجه الخميس 16 سبتمبر 2010, 7:44 am | |
| جهـد تشكرعليه ربنا يسعدك ويحميك بانتـظار جديدك | |
|